مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الخميس، 30 ديسمبر 2010


تجليات غزوة الأحزاب في معركة الفرقان

صهيب الحسن/غزة

جاءت عملية الحسم المباركة التي دشنها النبي عليه السلام في المدينة المنورة بعد إجلاء حركة بني النضير الإنقلابية، لتؤسس لواقعة أخرى أثبتت فشل جميع المحاولات الرامية للقضاء على هذه الدعوة، فنزل قول الله عز وجل : "هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ" وبهذا الحسم الذي أحرزه المسلمون بعد المعاناة الكبيرة جراء مخططات الإنقلابيين الخبيثة، أمكن للنبي عليه السلام أن يتفرغ لتوطيد أركان دولته في قمع الأعراب الذين آذوا المسلمين بعد " أُحد"، وتهيئة الظروف لتمكين المقاومة بعد تطهيرها من أوكار الإنقلابيين وحصونهم، حيث خرجت فلولهم إلى الضفة الأخرى حيث قاعدة المشركين تستغيث بهم، تمنعوا بينهم وأخذوا يقومون بتأليبهم للمعركة الكبرى، فقد استدار العام وحضر الموعد مع قريش بأحزابها في عدوانها الكبير في واقعة " غزوة الأحزاب ".

في السابق كان المسلمون يقاتلون كل قوة على حدة، لأن العرب لا يتجمعون أبداً فهم قبائل متفرقة، لكن اليهود قامت بتجميع جميع القبائل العربية بمهارة واحتراف، فجاء العدوان الثلاثي الجديد (المنافقين، اليهود، المشركين ) في خطوة تصعيدية كبيرة الهدف منها القضاء بشكل كامل على دولة الإسلام في قطاع المدينة المنورة يتجلى ذلك في وصفه سبحانه وتعالى "إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ"، فلم يجزع المؤمنون إنما كان لسان حالهم يقول كما أخبر الله عز وجل في كتابه الكريم "وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا"، حيث استمرت المعركة شهراً كاملاً تجلى فيها روعة التخطيط المحكم الذي فاجئ جموع الأعداء في حفر الخنادق في محيط المدينة والتي انطلقت منها صواريخ النيران التي ألهبت صدور الأعداء فمنعتهم من التقدم إلى تخوم المدينة المنورة، إلى جانب الجنود التي عزز بها سبحانه وتعالى حزبه ومنها الريح التي أفزعتهم وقضّت مضاجعهم، فكانت هذه الغزوة الفارقة في تاريخ هذه الدعوة، وخطوة جوهرية لترسيخ دعائم الحكم الإسلامي الذي كتب الله له الفتح بعد بشرى النبي صلى الله عليه وسلم، يقول البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول صلى الله عليه وسلم، فجاء وأخذ المعول فقال: «بسم الله، ثم ضرب ضربة، وقال: الله كبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إنّي لأنظر إلى قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: الله أكبر، أعطيت فارس، والله إنّي لأبصر قصر المدائن الآن، ثم ضرب الثالثة فقال: بسم الله فقطع بقية الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتح اليمن، والله إنّي لأبصر صنعاء من مكاني».

ليس من قبيل المصادفة أن تلتقي أحداث الماضي والحاضر، فهي تصلح لكل زمان ومكان، ولعل المتغيرات التي واكبت مسيرة الدعوة المحمدية تماثل إلى حد كبير المتغيرات والأحداث التي مرت بها حماس في طريقها لتحرير فلسطين، أبرزها دخولها معترك العملية السياسية من أبوابها البلدية والتشريعية، لتحظى بالأغلبية الساحقة، على الرغم من ذلك لم تسلم من أبواق منافقي كل زمان ومكان يتجلى وصفهم في قوله سبحانه وتعالى : "وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً " حيث قاموا بإثارة القلاقل والإضطرابات في قطاع غزة لزعزعة الحكومة الحمساوية واثناءها عن خوض غمار هذه القضية بكل ما تحمله من اجتراحات وآلالام، فضلاً عن مكابدة الحصار الشامل والعداء العالمي الرسمي، حيث خرجت فلول التيار الإنقلابي بعد عملية الحسم المباركة مع اوكار العربدة الأمنية، لتسعى لتأليب العالم ضد حماس الإسلامية في قطاع غزة، فقامت في سبيل ذلك بممارسة كافة الوسائل التي من شأنها تعزيز هذا العدوان، بصرف نظر وجهتها عن مقارعة العدو الحقيقي، الذي كانت وما زالت تبادله العناق والأحضان، وتتعاون معه بالتنسيق الأمني، فجاء العدوان الثلاثي الذي قام اليهود بتجنيد العرب والمنافقين من خلاله في أحزاب جديدة لشن حرب غزة التي استمرت قرابة الشهر.

وبالفعل فلقد أمطرت الأجواء الملبدة بالغيوم النفّاثة حمماً نزلت على رؤوس الشعب الفلسطيني المحاصر منذ خمسة سنوات، وتقدم الأعداء من فوقهم ومن أسفل منهم وزاغت الأبصار بقضاء المئات في الضربة الأولى، ما لبثت أن تعاضدت وتماسكت فأرسلت في مقابل هذا العدوان رسالاتها المتواضعة التي لا تقارن بمستوى تسليح الترسانة العسكرية الإسرائيلية، لكنها أحدثت توازناً إستراتيجياً في الرعب ما حذى بالعدو للهروع إلى الملاجئ فزعاً من الصواريخ القسامية التي ارتدت بعد الضربات الإسرائيلية المتوالية، وخرجت من باطن الأرض في سابقة فريدة من نوعها وترتيب محكم، وإعداد وتخطيط لم تشهد له ساحة المقاومة مثيلاً من قبل.

لم تسقط حماس بفعل عنصر المفاجأة، وصمدت وازداد الإلتفاف الجماهيري حولها، فقرر العدو تجاهل ذلك كله إلى التقدم البري نحو الأراضي المحاصرة التي استقبلها المنافقون بحفاوة بالغة الثناء كتبها على الجدران " أهلاً بجيش الدفاع "، لكن الجيش اصطدم بصنيعة سليمان الفارسي الذي أشار بالنبي عليه السلام يوم الأحزاب بحفر الخندق، ففوجئت أرتال الدبابات بالصواريخ المضادة للدروع التي تم استخدامها لأول مرة تخترق دروعها الحصينة، فتقهقرت واستمرت الصواريخ بالصعود من الخنادق تدك المطارات والقواعد العسكرية، وازدادت بقعة الزيت لتصل إلى مناطق أذهلت العدو، وجاء أمر الله بعد معركة دامت قرابة الشهر بانجلاء الغمة، فخذل العدو وفشلت أهدافه وهزمت جموعه، وتحققت إستجابة دعوات المجاهدين المرابطين " اللّهم اهزمهم وزلزلهم» وكان الشعب يلملم أشلاء أبناءه المتناثرة جراء المجازر الجماعية لعوائل الداية والسموني وريّان وصيام لسان حالهم يقول "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا".

وبعد انجلاء الضباب وانسحاب الإحتلال، أزفت البشائر وأشرق القطاع المحاصر من جديد، مستقبلاً التضامن العالمي الكبير مع قضيته، الذي أكدته الدماء العثمانية التي سالت في عباب البحر المنتظر لقوافل أخرى تجاهد لفك الحصار، ولم تضع الحرب أوزارها فطهرت الداخلية بؤر العملاء، وأعادت كتائب القسام تنظيم صفوفها وتجهيز مجاهديها وخرجت بإحصائية مشرفة في ذكرى الحرب الثانية تؤكد على أنها لم تنسى أبناءها في الضفة الأخرى التي جاء منها المشركين بتأليب اليهود، ولم تخترق حصونها أو تسقط قلاعها وما زالت تحمل الراية الخضراء بنور الله القائل :"يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".

الخميس، 23 ديسمبر 2010



" وأد النساء " المشهد الأبرز منذ قدوم مولر !


صهيب الحسن/غزة
" وأد النساء " الحدث الكوني الرهيب الذي قرنه القرآن الكريم مع أحداث يوم القيامة الكبرى حين قال تعالى : " إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ، وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ، وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ " جاء هذا المنهج الربّاني ليقضي على إحدى معالم الجاهلية من جذورها، على الرغم من ذلك لم تنتهي إلى وقتنا الحاضر مع مشاهد تعيد إلى الأذهان أقبح وجوه الكُفر التي كانت تتغنى بوأد النساء معتبرة إياها من المكرمات التي ينشد من أجلها الأشعار ويتم التغني بها ليل نهار، فجاء الإسلام ليمحي هذه الممارسة الرجعية ويبرز دور المرأة معطياً إياها كافة حقوقها المسلوبة، غير مهمل جانباً معيناً في الحياة سواء كانت معيشية، دعوية، اجتماعية، سياسية، عسكرية، فهي سيّان مع الرجل في رسالتها التي تليق بطبيعتها و مؤهلاتها، هي فطرة جبلها الله عز وجل في النفس البشرية كبديهية لا يمكن انكارها أو التعدي عليها بأي شكل من الأشكال .

هذا المفهوم الشامل الذي حمله أبناء الدعوة الإسلامية في عصرنا الحديث بكافة متعلقاتها وعناصرها، وأبرزها دور المرأة المسلمة خاتمة الوصايا النبوية التي دعى فيها إلى الرِفْق بالقوارير، قد تجلّت منهجاً وممارسة لدى جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث رأينا الثمار الطيبة التي أينعت وهي تنطلق إلى التربية والبناء مرتكزين في ذلك إلى النبي محمد عليه السلام، قدوتهّن خديجة التي انبرت خمسا وعشرين عاماً تدفع عن زوجها عليه السلام الأذى، حيث صنع التاريخ لوفاتها مع عمّه أبي طالب " عام الحزن "، وعائشة العالمة الفقيهة المحنّكة سياسياً، وأسماء ذات النطاقين صاحبة الإمداد إلى قائد الدولة المؤسس في تمهيده نحو الفتح المبين، نماذج صاغت التاريخ في وصال لا ينقطع إلى حاضرنا عبر تجليّاته التي انبثق عنها رائدات مصلحات وصابرات أمثال زينب الغزالي، وعلى اللائحة تُضاف المرأة الفلسطينية التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل الله أولاً ثم لأجل فلسطين، فقدمت الولد تلو الولد فداءاً وانتصاراً للدعوة، وما أجمل منظر الأُم الحانية إذ تذرف الدموع على ولدها المسجي على فراشها حين استشهد البطل المقدام نضال فرحات، وقد رأيناه يودع أمّه قبل ارتحاله إلى العلياء بكل شجاعة، سرعان ما لحق بركب أصحابه أخيه نضال ثم رواد، وها هي الصابرة المحتسبة ما زالت شاهدة على عصرنا على المعركة المماثلة على الجانب الآخر لدى أخواتها المحتسبات في الضفة المحتلة!

منذ استلام مولر دفة التنسيق الأمني في الواجهة الخلفية حيث يتم الإعداد والتخطيط المحكم من خلال صياغة فصول المسرحية الجديدة لتحريك الأراجوزات أبناء حركة الشلّح الوطني، للاسترجال على أبناء وبنات شعبهم، وتجاوز جميع الخطوط الحمراء ومن ضمنها امتهان كرامة المرأة الفلسطينية، كانت العلامة الفارقة في هذا الرجل الأميركي المؤلف والممنتج " مايكل مولر " هي استكمال مراحل الكُفر الجاهلية التي لا تنفك تنتهي حتى تبدأ بوجه جديد في " وأد المرأة الفلسطينية " وتغييب دورها المركزي والمؤثر في معادلة الصراع الفلسطينية الإسرائيلية.

وبعد الفاجعة التي أصبحت عليها فلسطين باغتيال الأيدي الآثمة أبطال القسّام الميامين السمّان والياسين، وبعد انقشاع ضباب المعركة تبيّن أن الحاضنة التي كانت ترعى هؤلاء الشهداء هي ذاتها المرأة المجاهدة عهد الدعوة الإسلامية في مراحلها، الأم الصابرة المحتسبة " ميرفت صبري " ذاتها التي تقضي محكومية ظالمة نتيجة مشاركتها في حماية الإرث النضالي للشعب الفلسطيني، الذي خلعه أبناء حركة الشلّح الوطني ليصبح عارياً يستعرض ألوان ملابسه الداخلية على شاشات التلفزة بعد عملية السور الواقي عام 2004 مستسلمين مذعنين خانعين لجيش الإحتلال في سجن أريحا، وبعد عملية الحسم العسكري 2007، بشكل شبيه جزئياً كما ولدتهم أمّهاتهم !

الأمهات الفلسطينيات التي عرفهنّ العالم أجمع حيث وقف مشدوهاً من عظم شجعاتهن، الخنساوات ( أم الشهداء فرحات، أم محمود و خالد العابد ) والاستشهاديات ( فاطمة النجار، ريم الرياشي، سناء أبو دقة ) يستمر جهادهنّ بشكل آخر على الجهة المقابلة لقطاع غزة في معركة لا تقل ضراوة عن تلك التي خاضوها في الضفة المحتلة، أبطالها ميرفت صبري، و تمام أبو السعود، ميسم سلاودة ومها اشتية، لمى خاطر بدواعي واهية لا يصدقها أدنى ساذج !

إن الحرب القائمة في الضفة المحتلة لا تستهدف حماس، بل هي تشمل معالم الإسلام الحنيف بشموليته، فمن استئصال المقاومة، إلى التنسيق الأمني، اغلاق المؤسسات الدينية والخدماتية، اغلاق اذاعة القرآن الكريم، الاعتداء على المساجد واغتيال الآئمة والمشايخ، والزجّ بشبابه وعلماءه في غياهب الجنيد والوقائي وأريحا، ناهيك عن اختطاف الصحفيين والأكاديميين بدون مواربة، وأخيراً وليس بآخر أبرز معالم الإستئصال منذ قدوم المؤلف الأميركي الجنرال مولر بعد سلفه دايتون " وأد النساء من الواجهة "، الذي أرسى بدوره قواعد هذا المشروع المؤلدج بأدواته الفتحاوية باقتدار !

مستثمرين بذلك عضلاتهم الأمنية - اعتباطاً - و قدراتهم الخارقة الماحقة على محاربة العدو الصهيوني ب " حمامة السلام " و " التنسيق الأمني " و غطاءهم الشرعي تحت مظلة " الأنظمة العربية " ليكتمل انتاج هذه التركيبة بدعم أميركي وتغذية صهيونية تلمودية قائمة على القتل والسفح اليومي وتضييق الخناق على مليون ونصف يرزحون تحت الحصار منذ سنوات في قطاع غزة .

وإلا فإنه يحقّ لنا التساؤل عن دور المرأة الفلسطينية في ظل " دولة المؤسسات والقانون " على زعم فياض وشاكلته، وهل المقصود بالمرأة السافرة الفاجرة التي ترضي الشهوة الفتحاوية وتغضب الله عز وجل، أم المرأة المناضلة المربية الفاضلة صاحبة المداد الدعوي الأصيل ؟!

إختطاف النساء العلامة الفارقة التي تضاف إلى سجّل المفارقات المخزي لسلطة العار في الضفة المحتلة، وسط التخبط والترهل الذي تعيشه، بالإضافة إلى الإنحطاط السياسي وانعدام المستوى القيمي والأخلاقي، الذي وصل إلى أدنى مستوياته في التوقف عن مقارعة الإحتلال واستبداله بالعناق الحميم ، في الوقت ذاته ترفض الإذعان للنداءات المستمرة التي تطلقها حركة حماس بالدعوة إلى إنهاء ستار الإنقسام والعودة إلى الصف الوطني الفلسطيني، فهل بعد هذا الرصيد الهائل الذي تجاوز كافة الخطوط الحمر والمتكلل باختطاف النساء والإعتداء عليهّن بممارسات تجزع لها النفوس، فهل ستظل حركة الشلّح الوطني عارية عن الشرعية ؟!

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010



حماس من المِقْلاع إلى الإقْلاع !!
 
14-12-2010

ونحن على مشارف ذكرى الإبعاد إلى مرج الزهور، يحضرنا في هذا المقام أولئك العظام الذين وقفوا كالطود الشامخ في وجه الأعاصير الهوجاء، البرودة الشديدة التي حاولت النيل من عزائمهم، بين ثنايا خيام الإعتصام على الحدود اللبنانية، وقفت أركان حماس معززة بصمود بقية الفصائل تؤكد على رفضها خيار التهجير القسري، هذه الرموز التي ما لبثت أن ترجمت هذا الحراك على مستوياته الضيقة، إلى مراحل أضاءت وجه القضية الفلسطينية من جديد، فأخذت حماس شكلها رويداً رويداً، ومن كان يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي انبثق نور فجره وسط الظلام الحالك في مكة سيُكتب له الإنتشار والإنتعاش في العالمين، ومن كان يظن أن الشيخ المُقعد مسلوب الإرادة العضوية جلب الدماء التركية لتمتزج مع قرينتها الفلسطينية، الشيخ أحمد ياسين استطاعت كلماته اختراق حصون الأعداء؛ فأركستهم في مهاوي الردى ما حذى بهم للإيعاز لسلاحهم الجوي لضرب هذا المقعد الشيخ بعد تؤكد توجساتهم من عِظَم الفِكْر والخطر الذي يحمله بين أضلعه، والعقلية التي يتوكأ عليها للسير نحو تحرير فلسطين من دَنَس الإحتلال !

لم يكن ثبات أركان الإبعاد في مرج الزهور شذراً؛ إنما وعي الإنتماء وسعة الأفق التي حملها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مهد الدعوة، إنها فرحة المهتدين إلى التوحيد، بكاء الصدّيق إذ أختاره رسول العالمين لرفقته إلى دولة الإسلام العظيم، ونشوة المنتصرين الفاتحين إذ جاءهم نصر الله المبين وأعادهم إلى مكّة مُكرّمين، وقد حسموا معركتهم مع قوى الظلم والطغيان، فثبّتوا قاعدة انبجست منها عيون الماء الطاهرة التي رَوْت قلوباً عطشى لنور اليقين، وتواصلت الملاحم الأسطورية التي تحمل بين قلبها الدفين عظم هذا الوعي الناضج برّبانية الرسالة، لتدخل أرض فلسطين محررة إيّها من ظلام الروم على يد خليفة المسلمين، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الفاروق عمر بن الخطاب، ليؤكد على أن هذه البقاع مقدّسة، وهي القبلة الأولى للمسلمين، هي بلاد بيت المقدس المباركة وما حولها، بدأت منها محاولات التدنيس على يد الغدر الصليبية والصهيونية، فجلبت الفاتح العظيم صلاح الدين الأيوبي، قائد جيوش العرب المظفر، ليخرج الأنجاس، فكان أن ثبّت الله هذه السُنة الكونية، التي تؤكد أن بقاء الظلم والطغيان زائل لا محالة، وتوالت الفتوحات إلى أن تراكمت الأمراض الخبيثة في جسد الدولة الإسلامية، فتمكّن منها العدو المتربّص ليشرذم شأفتها إلى دولاً ودويلات، وعاد مرة أخرى إلى ذات البقعة المقدسة، مستهدفاً إيّاها بأعتى الأسلحة والسياسات المؤدلجة ليستفز مشاعر أحفاد الأبطال من جديد، الذين خرجوا مؤسسين وعادوا فاتحين منتصرين !

ذهول أبي سفيان من الجحافل المتوشحة بالريات الخضراء من بين جيوش المسلمين أركست الرجل، فقال للعباس : والله يا أبا الفضل لقد أصبح مُلْكُ ابن أخيك الغداة عظيماً، فقال العباس : يا أبا سفيان : إنّها النّبُوّة !

وهذه حماس في ذكرى إنطلاقتها اليوم وقد تزيّنت براياتها الخضراء التي تدخل إلى النفس فتُنعِشَ فيها ذكريات التاريخ المضيئة في مراحلها، لتؤكد لنا على سلامة المنهج وصحّة السبيل إلى الغاية، السخرية من تلاميذ هذه الدعوة المحمدية التي ما لبثت أن تحولت إلى ممارسات قمعية إستئصالية، لم تتوقف منذ نشوئها قبل أعوام مضت، فكانت المواجهة التي تحققت بفعل الإصطدام بين الحقّ والباطل، فافترقا على إشراقات أنتجت لنا الإنتفاضتين، وما بينهما من عمليات الثأر المقدس، صيحات القعقاع وزئير الخطّاب في المعمعات، سمعناها في صدى العياش وعقل وأبي الهنود، ما كان لها أن تتوقف ولن تتوقف، فاستمرت حتى أعلنت الأيادي المتوضئة عن تصنيع صاروخ قسام الأول، فراحت الألسُن المنتشية بالخمور لتسخر من هذا الإنجاز واصفة أياه بالألعاب النارية، لم تعبأ الفئة المؤمنة، فأقلعت هذا الصاروخ إيماناً منها بسعة الأفق التي اعترت الرعيل الاول، فحقق صداه، وأخرج الإحتلال صاغراً خانعاً من قطاع غزة، واستمر الإقْلاع صعوداً ليطال مواقع عسكرية أفجعت العدو في حرب الفُرقان، والجُعبة القسامية لم تعدم المفاجآت.

هذا الوعي القائم على الحفاظ على الثوابت ما زال راسخاً في صمود المرابطين في خيمة الإبعاد في البقعة المقدسة، ماثلاً في أبناء الضفة المحتلة، وكما أن حماس إستطاعت التغلب على العوائق التي غرسها الإحتلال في قطاع غزة وأذنابه، فهي قادرة بكل تأكيد على تجاوز مأساة الضفة، ومحاولات إستئصال شأفاة المشروع الإسلامي الممتد عبر التاريخ إلى حاضرنا، لن تعدم الحلول والوسائل لنصرة الثُلة المؤمنة، بارقة الأمل ما زالت متوقّدة في أفئدة الرموز الإسلامية والنوّاب، لم ينتهي عهد البطولات والتضحيات، عمليات الثأر التي الهبت صدور الأعداء، حين خرجت في الخليل بأيدي الكرمي، ما زالت ماضية وإن صادفت العوائق لكنها لا تعدم الحيلة للتغلب عليها وستمضي قُدُماً إلى أن يشاء الله .

ولا ينفك قادة حماس تأكيدهم على هذا المشروع، مجددين عهدهم أمام الله عزّ وجل، وشعبهم الذي وضع ثقتهم فيهم، والدماء التي سُفكت في عباب البحر، الرجل ذاته الذي أُبعِد لمرج الزهور، صاحب الصرخة الواثقة " لن تسقط القلاع ، لن تخترق الحصون، لن نعترف بإسرائيل " وقف اليوم إسماعيل هنيّة على منصة الإحتفاء بذكرى الإنطلاقة 23 يعيدها على مسمع العالم المترقب لهذه الحركة العملاقة، صاحبة المكانة المركزية في الواجهة السياسية، بملئ الفم الرجل قالها " لا تنازل عن الثوابت ، إنّا على العهد باقون " .

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

إنها هجرة الرعيل المحمدي يا شيخ أبو طير !!


08-12-2010

منزلة النبي صلى الله عليه وسلم، ورهبته في قلوب أعداءه، وهيبته في أعين أتباعه، ومحبته في قلوب أصحابه، وقفت حائلاً صلباً أمام فريق المشركين، ما حذى بهم لدفعه لترك أحب البقاع إليه مسقط رأسه التي نشأ فيها وهو يدعو ربه " اللهم وقد أخرجتني من أحبّ البقاع إليّ، فأسكني في أحب البقاع إليك "، ليخرج مهاجراً منها حاملاً في جعبته أمانة الدعوة التي تم تكليفه بها، والتف حوله المؤمنون الصادقون من الذين سبقوه إلى المدينة المنورة، ومن الشجعان الذين وقفوا في بطحاء مكة أمثال عمر بن الخطاب منذراً بالوعيد لمن يتبعه خلف الوادي بقطع عنقه، فاجتمعت الإستراتيجية النبوية في القرار الربّاني لتشكل لبنة تأسيس الدولة التي انطلق منها الفاتحين عائدين إلى مكة المكرمة ولم يكن ذلك على الله ببعيد، كيف لا وهو نصر الوعد والتمكين .

هذه الإستراتيجية التي أصبحت إطاراً عاماً لأتباع هذا المنهج النبوي القويم، لم تشكل فارقاً في التطبيق، فلا مبالغة أن نرى أتباعه اليوم يضربون أمثولة التضحية والفداء في سبيل الدفاع عن قضاياهم العادلة، بكل شجاعة وإقدام دون خوف أو وجل من القتل والسجن والتعذيب أو الطرد والتهجير، ولعل هذا الأسلوب يبرز مضاداً لفكر التخاذل والتهاون والتفريط، ومترافقاً مع بطولات الأوفياء المرابطين في خيمة الإعتصام.

فها نحن نرى في وقتنا الحالي وفي المدينة المقدسة تحديداً إجراءات الإحتلال التي تهدف لتهويد المدينة، من خلال هدم منازلها، وطرد سكانها الأصليين، وإبعاد نوّابها المقدسيين، شخصيات وأحداث تمثل إكمالاً لمسيرات تاريخية، وليت شعري في حال هؤلاء وهم يرسمون لنا عصر الجيل المحمدي وصحبه من مهاجرين وأنصار في صدر الدعوة الإسلامية، والإسقاط الذي يخوضه أبناء الدعوة من العلماء والمشايخ والحرائر والأكاديميين والشباب وما يلاقونه من أقسى أنواع القمع الفكري والجسدي تحت أقبية التحقيق وفي زنازين الوقائي والجنيد والمخابرات، وحالهم بالمقارنة من الرعيل الأول في أفياء مكة وملاحقات أعين وأيدي المشركين التي بطشت وسفكت دماء المعذبّين، وتآمرت على قتل خير البشر وأمينهم بغية هدر دمه بين القبائل ودفن الدعوة من مهدها، ولكن هيهات هيهات فمعية الله التي ذر رمادها النبي صلى الله عليه وسلم في وجه مريدي القتل من المتربصين شكلّت سداً منيعاً، وأدخلت السرور والبهجة في وجوه المستقبلين المترقبين لنبيّهم حين جاءهم في مدينتهم، على الرغم من عدم خلوها من المنافقين واليهود وهم أخطر بكثير من العدو الحقيقي الذي برغم إنكاره لهذه الدعوة إلا أنه كان يؤمن بوجود الله عز وجل " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله " .

وانتقل الصراع من واجهته التي حجرت فيها نشاطه من مكة إلى الصراع الأخطر حيث المنافقين واليهود، على الرغم من فرض النبي صلى الله وسلم وصحبه قواعد إلا أن النزعة للمخالفة وتأجيج الفتن أبت إلا أن تعكر صفو هذا التأسيس لدولة الإسلام في مهدها، فأثيرت زوابع الغزوات ونفثت فيها الأبواق اليهودية، فلاقت جزاءها العسير وتم إجلاءها لنقضها العهود والمواثيق المبرمة مع النبي وصحبه، وكتب الله الإنتصار لجنده في الأرض حين عادوا فاتحين مكرمين مكة المكرمة.

الظروف التاريخية بمكوناتها المتعددة طوال سنوات طويلة من الحروب والغزوات شكلّت قاعدة أساسية مهدت لهذا الفتح المبين زاد دخول الناس في دينه الحنيف أفواجاً، لم يأتي اعتباطاً إنما له مدولالات تتداولها أفئدة المتبصر ليتسنى له مقارنتها مع أحوال الأمم المعاصرة إلى وقتنا الحالي حتى يكتب الله مرة أخرى النصر لدعوته ويمكّن لعباده الموحدين أن يعيدوا ما سلبه الأعداء من حقوقهم ومقدساتهم.

هنا يقفز إلى العقل التساؤل عن هذه الممارسات أليست متكررة في استعمال الإحتلال لها ضد الفلسطينيين منذ بداية تأسيس كيانه على انقاض القرى التي أحدث المجازر فيها مثل مجزرة دير ياسين، ومجزرة خان يونس، ودفع الملايين للخروج قسراً في حادثة الهجرة ليلاقي نفسه بعيداً عن مسقط رأسه في مخيمات اللجوء والشتات، ما حذى به ليدافع عن حقه في العودة بداية بالحجر ثم تطويره إلى صاروخ محلي صنعته الأيادي الباسلة التي أرسى دعائمها تلاميذ المنهج النبوي الشيخ عز الدين القسام وحسن البنا وأحمد ياسين، والتي سرعان ما طفت على السطح مختصرة سنوات طويلة من المفاوضات والسلام فدفعت العدو ليندحر سراعاً من قطاع غزة في فك الارتباط من جانب واحد عام 2005، ثم ما لبث أن صعد هذا التنظيم الحركي المتبني لخيار الإسلام والمقاومة كسبيل لتحرير فلسطين إلى واجهة العمل السياسي فاكتسح المجالس النيابية بأغلبية ساحقة، ثم قام بتطهير القطاع من أحفاء ابن ابي سلول المعاصرين في حسم قطاع غزة عام 2007.

أليس نوّاب كتلة التغيير والإصلاح في المدينة المقدسة يمثلون امتداداً لهذا الرعيل المبارك من ثغرهم في البقعة الطاهرة في القدس المحتلة، ومنهم الشيخ نايف الرجوب والشيخ محمد أبو طير إذ ينتقلون مرغمين بقرار مجحف من الشرطة الصهيونية بالتهجير خارج مسقط رأسهم إلى مدينة رام الله، حيث فريق المنافقين المعاصرين !!

إن هجرة الرجوب وأبوطير من أحب البقاع إلى قلوبهم لهي هجرة التأسيس للعودة وخوض غمار مرحلة الصراع الذي خاضه من قبلهم النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، عبر أحداثه التي سجلها التاريخ في المدينة المنورة، هذه الشخصيات التي ربما يكون في ارتحالها بداية التأسيس لفضح المرجفين المتساقطين على طريق التحرير، الذين ارتهنوا إلى الإحتلال ووقفوا بجانبه مؤازرينه في مآسيه ومحارقه، ومجترأين على تنفيذ توجيهاته بالتنسيق الأمني، واعتقال أبناء شعبهم والزجّ بهم في غياهب السجون غير عابئين لحقيقة التاريخ التي يسردها لنا عبر فتراته المختلفة، وفي كتبنا السماوية المنزلة، حقيقة الأحداث التي ذكرها لنا القرآن في فرعون، ورؤوس الظلم الذين لم يسودوا الأرض إلى الأبد، وكان مصيرهم إلى الزوال والإندحار .

يا نوّابنا المقدسيين لم ينتهي الأمر عند قرار إبعادكم، بل هي البداية لتشرعوا في الوقوف في وجه المنافقين والمرجفين، فلتتآخوا مع أنصاركم وزملاؤكم النواب الإسلامييون، ولتتعاضدوا فيما بينكم لتقفوا سدّاً منيعاً في وجه حملات الإستئصال التي استباحت كل شئ في الضفة المحتلة، ولم تبقي أو تذر معلماً من معالم المشروع المقاوم، سوى الرموز التي يتطلع إليها المكلومين المظلومين، ولا تبتأسوا بما فعل السفاء، ولا تقلقوا على مصير المدينة المقدسة، فأحفاد عمر بن الخطاب ما زالوا رابضين في عرينهم في خيمة الإعتصام التي مضى عليها 162 يوماً وهم يجسدون مأساة المقدسيين في الطرد والتهجير والتهديم.

هذه مرحلة التاسيس لدولة المدينة الثانية، بغزواتها المباركة، وهو صراع لا يقارن بما تواجهونه، فلتشدوا أزركم ولتشمّروا عن ذرايعكم وتواصلوا مسيرة الرعيل الأول ونحن في هذه الأيام المباركة التي تمر علينا في ذكرى الهجرة النبوية، لتؤكدوا على صلابتكم وشجاعتكم وإخوانكم في قطاع غزة يرقبون فيكم هذه الصفات، وأهلكم في الشتات ينتظرون مواقفكم الحاسمة لإنهاء معاناة أبناءنا وأهلنا في الضفة المحتلة، ليتسنى لنا جميعنا العودة فاتحين لمدينتنا المقدسة.



الاثنين، 6 ديسمبر 2010

نيران الكرمل تمتد إلى فتح !!

06-12-2010, 22:12

مرتكب الإهمال والتسيّب لا يكترث لذاته ولا لغيره؛ فهو بطبيعة حالته ( اللاواعية ) يقتل جسده ويحدث الضرر الجسيم لمن حوله، بل يمكن أن يؤدي إلى كوارث لا يُحمد عقباها، تجعل العالم يقف على قدم وساق ذهولاً من هذا الضرر، يتجلى ذلك في العمل غير المسؤول الذي قام به بعض مدخني ( النرجيلة ) في أحراش الكرمل شمال فلسطين المحتلة، مما أدى لإشعال حرائق على نطاق واسع أدى إلى مقتل عدد كبير من 40 سجّاناً، بالإضافة إلى 3 من الشرطة، بما فيهم قائد شرطة حيفا !

برغم الصلف الذي يعتري سلوك الكيان الصهيوني إزاء ممارساته الهمجية على مدار أكثر من 60 عاماً بحقّ الشعب الفلسطيني، سيّما المجازر الدموية التي قام بارتكابها، والحروب التي شنّها، مما أسفرت عن عشرات آلاف الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ، وما زال حتى اللحظة بكل عنجهية يستمر في سياسة القمع الدموي والسحق العسكري، وتدمير البنية التحتية، والمنشآت المدنية، ناهيك عن استمرار رزوح الملايين في الشتات يعانون صلف العيش في مخيمات اللجوء!

لم يستثني هذا الذبح الهادر للدماء الطاهرة الفلسطينية، بل تجاوزه إلى الشعوب العالمية قاطبة، والتي كان آخرها الدماء التركية التي زهقت في المياه الدولية أمام سواحل سجن قطاع غزة الكبير، المحاصر منذ سنوات بسبب اختياره الديموقراطية التي يتشدق بها من يدعم هذا الكيان المتغطرس !

إحدى نتائج هذا السفك الدموي لتحقيق مآرب الصهيونية الدنيئة، حجب شمس الحرية عن أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني، يعانون من الحرمان من أبسط الحقوق التي كفلتها كافة الأعراف والمواثيق السماوية والدولية أيضاً، إلا أنها لم تستطع كبح جماح هذا الذئب الصهيوني المتوحش من امتصاص أعمار الأطفال والنساء، وفي مقدمة هذا الجيش المتوحش يد الإحتكاك المباشر لقمع الأسير" السجّان "!

العقاب السماوي الذي وقع كالصاعقة ليس على قادة الكيان فحسب، بل كل الداعمين والعملاء الوكلاء، فأثار الجنون والتخبط والحيرة من الذي جرى، ما حذى بهم لتأكيد فروض الولاء والطاعة لإسرائيل بدون أدنى تردد، وتقديم أبلغ عبارات الحزن والتعزية للأجساد التي تفحّمت بفعل لهيب النيران الحارقة !

لم يدر في خُلد الوكيل الفتحاوي أنه لربما يكون سبب هذا الحريق، دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، أطلقها صرخة أنين من بين ضلوع مهشمة ونفوس تتوق إلى الحرية، محرومة من رؤية ذويها وأهلها، محجوبة عن ممارسة أدنى حقوقها الإنسانية !

لا يعرف الوكيل الفتحاوي معنى الظلم لذلك تجده الأجرأ على إراقة الدماء، بحيث تفوّق على العدو، فبات يمارس ذات الجرائم بشكل أفدح من الكيان الصهيوني، لم نرى معالم الوفاء الذي قدمه الصديق الفتحاوي للإحتلال في محرقة غزة الأخيرة، أو في ضحايا الأسرى الذين سُفكت دماءهم بكل أريحية، ومركبات الدفاع المدني لم نشاهدها وهي تدلف إلى قطاع غزة المُحاصر، كما دلفت إلى أحراش الكرمل لإطفاء الحرائق التي اشتعلت بيد إسرائيلية، وأحرقت أجساد إسرائيلية، أجساد كانت تمارس القتل والتعذيب في أقبية التحقيق، والعزل الإنفرادي لأسرانا البواسل !

حين يصيب السوء القاتل والمجرم والسجّان نجد كل فروض الطاعة والولاء والمساعدة والعزاء والوفاء، لكن عندما يصيب المقتول فلا عزاء !

لا عزاء لآلاف الأسرى، والمختطفين المعذبين المضربين عن الطعام في سجن أريحا، ولا للنساء الحرائر فارسات العمل الدعوي ميسم سلاودة وتمام أبو السعود.

لم تتوقف نيران الكرمل، بل امتدت لتحرق الأيادي التي أرست معالم الثأر من حماس في الضفة المحتلة، وأشعل ناراً جديدة لم ولن يتعظ المكتويين منها، نار الفتنة بين عباس و دحلان، ناهيك عن الإختلافات بين فياض وعباس، والاختلافات بين فياض وحركة فتح !

كل فريق يبحث عن مصلحته، ففياض يتمسك بالمالية، ودحلان متعطش إلى السيطرة كما أسلف مع ياسر عرفات الذي اشتم رائحة هذا الإبن حين قال له " يا دحلان قاتل أبيه لا يرث !! "، وأخيراً إلى السيد التعيس محمود عباس الذي لم تأتي تصريحاته حول حل السلطة الفلسطينية إعتباطاً، بل تعكس مدى التخبط والترهل الذي يعتري كيان حركة فتح .

في وسط هذه المعمعة من التخبط في الممارسة تغيب الأهداف الحقيقية لنيل حقوق الشعب الفلسطيني، أمام هذا الفريق الذي انسلخ من كافة المعايير التي تؤهله لقيادة سفينة القضية الفلسطينية !

ربما ستكشف لنا الأيام القادمة مزيداً من الإنشقاق الفتحاوي، الذي تغيب رؤيته وتنعدم مصداقية روايته، طالما استمرت حملة الاستئصال تحت إشراف المنسق الأميركي ، ودعم الربيب الصهيوني .

دعاء المؤمن الطاهر أقوى مئة ألف مرة من جيوش الأرض قاطبة، وهي الأقدر على الثأر للمظالم، هذه حقيقة الوعد السماوي ( ادعوني استجب لكم ) ، وهؤلاء الذين يعانون القمع والقهر الفكري والجسدي أصلح من غير المدرك لذاته وممارساته التي أشعلت ثقابه النيران في أحراش الكرمل، أو من الذي يقتل ويعتقل باسم القانون، أو من الذي يفاوض ويتنازل باسم الشرعية؛ فليفرج إذاً عن هؤلاء من غياهب السجون، حينها سنرى كيف سيلتئم الجرح الفلسطيني ليقف مرة أخرى بكل قوة يدفع الظلم والضيم عن شعبه بكل شجاعة وإقدام .



السبت، 27 نوفمبر 2010

" تمام أبو السعود " رسول المحنة مِنْ حماس !

27-11-2010, 04:43

لا شك أن لكل مرحلة محن عديدة تبرز منها رموزاً قد ضربت أروع الأمثلة في الصبر والتضحية والتحمل، نماذج ظهرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زالت ماثلة في سلوكها حتى حاضرنا، منها الصحابية الجليلة "أم عامر" أسماء بنت زيد الأنصارية التي وصفت بأنها رسول النساء إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام في أوج الإبتلاء والشدائد التي عصفت بمسيرة الدعوة الإسلامية في ميلادها، وقد قيل أنها من المبايعات التي تميزت بالعقل الراجح والشجاعة والإقدام، الصبر والإيمان، ناهيك عن أنها إحدى راويات الحديث النبوي الشريف، تخلّت عن الدنيا حين تركت الذهب من أجل البيعة للفوز برضى الخالق .

قَلْبُ أسماء المملوء بمحبة الله ورسوله والدعوة المباركة، قد بلغ مبلغاً سطّرت فيه أروع ملاحم التضحية والفداء، حين جاءها خبر استشهاد أبيها وأخيها وابن عمها جملة واحدة، لم تجزع أو تُصعق، إنما خرجت بلهف ترقُبُ سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قادم من غزوة أحُد، إلى أن رأته سالماً؛ فقالت بلسانٍ مُحتسب : كُل مصيبة بعدك جلل !

على مدار قرون لم تخلو مسيرة الدعوة من المحن الجسام، العواصف القواسم التي تعرضت لها منذ نزول الوحي حتى يومنا هذا، الظروف المختلفة انتجت لنا شموعاً نهتدي بها في الظلمة الحالكة، نتمايل مع الرياح الهوجاء العابثة بنورها، ننحني لتضحيتها التي تنير دروبنا، نعتصر ألماً لسجنها في خلوتها، نذرف دموعاً لحرمانها من أبسط حقوقها، نتكبد العناء في التقصي عن أحوالها وأوضاعها، لكي نطمئن على وقود الثبات والتمكين.

أُمْ كل شريف حر لا يقبل الضيم عزيزة على قلوبنا أجمعين، أبيّة في وجه المتساقطين على أعتاب الخيانة، المتخاذلين عن نصرة المؤمنين، والأخذ بالثأر لمن باع الحقوق بثمن بخس في أروقة البيت الأسود و الإتفاقيات المهينة التي أركست القضية في لُجَة الضياع، لولا عقبة قد تحشرجت في صوت هذا الفريق لاندثرت منذ أمدٍ بعيد.

هذه العقبة التي صعدت في سماء فلسطين، أركانها الرنتيسي والياسين، حزامها فاطمة النجار، وريم الرياشي، مجاهدات عبقهن المسك والياسمين، قناديل أضاءت تبشّر بصواب المنهج وطهر المنبت، خاضت الصعاب في محافل الأسر، حطمت القيد وخرجت بكل شموخ وفخر لم تتنازل رافعة هامتها بكل فخر، لم تنهزم لعدو لدود لا يعرف الرحمة، يشق طريقه بالمدرعات فوق جماجم الطاهرين، وطرد أبناء شعبنا اللاجئين، ومحاولة إبعاد الصامدين في خيمة الرفض لخيار التهويد ولا حتى التهجين، وإلا فخيار الرد ماثل في عزيمة الإستشهاديين !

لم تسلم من جميع المحاولات لطمس هويتها أو تغييب أهدافها، وقد استخدمت وسائل وسبل وما زلت لم تعدم الطرق في محاولاتها الدؤوبة لإسقاط حماس من الواجهة السياسية بكافة الخيارات المفتوحة، بما فيها الحرب التي فشلت، والحصار الذي ما زال مستمراً بالتزامن معه صمود غير منقطع ثابت وماضي في مشروعه حتى التحرير.




كل شئ مستباح في عُرفهم، وتنكرهم لوصايا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام " استوصوا بالنساء خيراً " أو " رفقاً بالقوارير " ولكن أنّى لمن لوى عنق الدين ليوافق هواه الغارق في الترف والملذات أن يتوقف عن ظلمه في هتك عرض حرائر الضفة، بوكالة صهيونية، وتوجيه أميركي !

لم يعد الفارق كبيراً بين التعدي السافر على النساء، وانتهاك حرماتهنّ، وما بين الإعتداء على رموز الشرعية الذين تم اختيارهم في صندوق الإقتراع، هكذا بكل وضوح يعلنها الفريق الفلسطيني بقيادة الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس، لا مجال للتراجع عن هذه المسلكيات الآثمة، وإلا فسيف الإحتلال المسُلط برضى الأجهزة الأمنية وتنسيقها معه، سيقطع كل محاولة من شأنها وقف الأجندة التوراتية في فلسطين.

الحلول معدومة في وجه حماس للتخفيف عن معاناة اختطاف الحرائر، أو الإفراج عن المختطفين، أو الحد من الإعتداء على النواب والقادة، ولا سبيل يحقق هذه الآمال بعيدة المنال سوى بالمضي قُدُماً في خيار المصالحة، هكذا ترى حماس، ولكن هل هذه الرؤية واضحة في ظل الضبابية التي تكتنف المشهد بكافة معطياته وعناصره في الضفة المحتلة ؟ هل ستنجع في التخفيف من وطأة الإعتقال والتنكيل ؟ هل ستوقف التنسيق الأمني وتطرد المنسقين ؟

فتح ترد بقناعة تامّة بممارسات عصاباتها الأمنيّة، وذئابها المتوحشة التي افترست كل معالم الوطنية والنضال الشريف، لن نوقف الإعتقالات، وسنمضي قدماً في إبتكار وسائل مستحدثة للنيل من عزيمتكي يا حماس حتى تخضعي لأجندتنا المشبوهة أو تتنازلي عن مطالبكي العادلة، وتعترفي بإسرائيل وتناقضي مبادئكِ، وحتى لو فعلتي فلن تسلمي من أبواق التجريح والنقد والتسفيه !

لسان حال سلطة أوسلو ينادي حماس بأن تنازلي عن الخيارات الصعبة، ولننهج الخيارات السهلة، ولنرمي أعباء القضية ومشقاتها عن كواهلنا حتى نتفرغ لما تبقى من حيواتنا الحيوانية في ممارسة السفور والفجور على النمط الغربي متأبطين زجاجات الخمر، في المحافل الدولية، مستمرين في نهج المفاوضات لأجل المفاوضات !

رُسُل حماس في الضفة ما زالت تكابد من أجل الحفاظ على عهدها وبيعتها مع الله، واثقة بنصره الذي وعد، مسترشدة بمن قضى نحبه من سلفنا الصالح.

" أم عامر " تمام أبو السعود رسول المحنة تؤكد أن ما تتعرض له مجرد منحة من الله عز وجل لإبتلاءها واختبار قدرتها على الصبر أسوة من رحل عن مرحلة عسيرة بمن مراحل الدعوة المباركة التي شاركت فيها " أم عامر" أسماء بنت زيد بكل أصالة وصبر وإيمان..


الخميس، 25 نوفمبر 2010


شجوني التي أدمعت عيوني !!





صهيب الحسن

25-11-2010, 04:26

أرعدت حكايتها في ثنايا الذاكرة، فتفجّرت ينابيع الثورة العاجزة، و من هوْل الفاجعة نزفت دموعاً قد انهمرت تروي مشاعر عطشى لتاريخ أمة ماجدة، سجلت أروع ملاحم الاستجابة الباسلة، لصرخة الحرائر السامقة، وقتها سطّر الخليفة أشجع قصة في انتصاره لُمسلمةٍ بين وحوش هائمة، قد ارتعبت فرائسهم مِن مَقدم أسطورة وامعتصماه الماثلة حتى حين. بدأ فيه عهد الرجال الصاغرة ، بتطوير تجربة الفُرس الفاشلة في اصطياد لبوة الأسد القاهرة!

هذه ليست رواية الليالي الملاح التي تسردها مزاعم الكفاح على آذان تطرب لترنيمة الإنبطاح، أو معزوفة الفرقة التي باعت الوشاح واستبدلته بالإنشكاح لنيل رضى سلطة الفجور والسفاح !

إنها صرخة محجوبة خلف ستار النباح الذي يحاول عرقلة مسير قوافل تستباح، بغطاء الناطق الردّاح، المفاوض الدحداح،
المسؤول عن منع مآذن حي على الفلاح !

في ضفة العياش تحوم غيوم سوداء تحجب نجوماً خلف غياهب جدران الشقاء،
لكنها لا تستطيع حجب وعد السماء، هي ثابتة في ثغرها تبذل الدماء،
تكافح المرض والإعياء بطهر النقاء،
وعزيمة البقاء !

دماءها تثأر بنفسها من الأعداء، حين صدح رشاش نشأت الكرمي برصاص الدعاء !

وها هي ملحمة الصمود والإباء، وثمرة العطاء، ما زالت تكافح الفناء،
تستدعي ليوث عياش وعقل لتلبية النداء، تلبس عباءة القسام من جديد لتحارب الوباء،
تسلخ من امتهن تعذيبهنّ إما إنتهاء أو ارتواء !

سحقاً لمن أتقن المخاتلة، ومارس فنّ المرواغة، في أروقة المصالحة!

بُعداً لمن يمضي في مسيرة المداهنة معتقداً أنه سيقلب المعادلة،
كلا وربي لن تنجح المجادلة في تحقيق حرية الأسيرة المجاهدة !

إمرأة تستصرخ وامشعلاه!، واقساماه!

واخجلاه من نفسي،

سأظل أهذي بها في صباحي وأمسي،
حتى يفرج عنكي، أو يضعوني في نعشي !

هل من مبلغٍ نفسي مدى أسفي على كسلي ، أمام صرخات تذوي منها أوعية قلبي المثقوب بخجلي!
أليس فيكم رشيد ينتصر لحرائر شعبي اللاتي يقبعن خلف أسوار الضيم يندبن ضياع أمتي !

أما يكفيكم نهمي في نصرة بقعة من دمي، على أعتاب محاولة تخفيف وطأة عذابها، تسيل من فمي،
ليت شعري ينهي ألم نزفي !


 

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

يا أبناء حماس ويوم حنين إذ أعجبتهم كثرتهم !!

يا أبناء حماس .. ويوم حنين إذ أعجبتهم كثرتهم



8/12/2009



حقّ لنا أن نفرح بانطلاق حركتنا المجاهدة، ونفخر بإنتماءنا إليها، ولكن هذا لا يعني الغلوّ في محبتنا لدرجة تجعلنا ننزع رداء الإخلاص من أنفسنا؛ فيختلط الرياء في أعمالنا، ويتهاوى الانتماء في حفرة الشدائد والصعاب، وتسقط النفس عند أول مصيبة تصيبها؛ فتصبح غير قادرة على الثبات على نهجها القويم. 

لقد جيّش النبي صلى الله عليه وسلم اثنا عشر ألفا من جنود المسلمين، وخرج في غزوة حنين حتى أعتقد المسلمون أنهم لن يغلبوا بعدها؛ فتهاوت عليهم الرماح والنبال من كل حدب وصوب، وكاد المسلمون أن يخسروا لولا صراخ النبي صلى الله عليه وسلم؛ بأنه النبي لا كذب محمد ابن عبد المطلب؛ فقد أصاب الغرور والكبرياء أنفس المسلمين، واختلط الرياء فلم يثبتوا في المعركة، وهربوا، ولولا الله لحدثت المجازر، ولكن قدر الله بان يثبتوا انتصارا لدعوته المباركة وتثبيتا لها .

وفي هذه الأيام العصيبة والتي طغت الدنيا على نفوسنا، وأخذت حظها منّا، كان لزاما علينا أن نوجه النصيحة لأبناء حركتنا المقاومة حماس في ذكرى انطلاقتها أل 22 ، حتى نضمن الثبات على هذا النهج القويم في ظل تكالب الأمم علينا من جميع الاتجاهات وتعاظم المؤامرة وازديادها يوما بعد يوم .

لقد حاول الكثيرون إقصاء القضية الفلسطينية عن الوعي والذاكرة، من خلال قرارات الأمم المتحدة؛ أو القمم العربية، والوعود الكاذبة . حتى وصلنا إلى درجة ابتلع فيها الصهاينة قدر كبير من فلسطين، بالإضافة إلى مواصلة الممارسات القمعية والتي تحمل حقد التاريخ، وعقدة نازية، وتعطشا للدماء وانتقاما لخيبر قينقاع وبني النضير وبني قريظة؛ فكل هذه الأمور لها حسابها في نفوسهم وعقولهم وقلوبهم، تظهر جليا في الممارسة العدوانية التي يمارسها الكيان بدعم أوروبي وأمريكي، وبعض الأطراف العربية والفلسطينية حتى ..!!

يجب علينا أن نأخذ في عين الاعتبار أن المنظمات السابقة أصبحت مفلسة وسلبية وعالة على القضية، وهذا هو الحال الذي انتهى إليها حيث كانت ترفع شعارات غير إسلامية؛ وبالتالي انصرفت عن الجهاد ونكصت عنه وعن عزمها عن تحرير فلسطين بالكامل ؛ لذلك خرجت حماس لتحافظ على الهوية الحقيقية، والتي اتخذت طابعا ربانيا ابتدأت بحجر هز معادلة السلام الدولية وفق ترتيب رباني دقيق، واستمرت حماس على هذا النهج والذي عكسه إرادة الشعب الفلسطيني والذي صمد والتف حول المقاومة وكان آخر المواقف المشهودة في حرب غزة الأخيرة وما زال على ذلك في ظل الحصار الخانق المفروض على القطاع .

يجب على أبناء حماس أن يفهموا أن وجود حركة المقاومة الإسلامية حماس هو اخطر وجود في هذا القرن؛ بل هو اخطر حدث أن تظهر حركة في هذا الزمان والمكان، وفي قلب فلسطين؛ بل تمتد شعبيتها لتصل جميع أرجائها في القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين. تتخذ من ذلك قبلة جهادية أيضا في هذا العصر؛ فتكون بذلك رأس الحربة الأولى لإقامة الدولة الإسلامية. ولذلك يجب أن يفهم الجميع هذا المنطلق والأساس، والذي ستسير عليه الحركة حتى تحقيق النصر والتمكين وهذا الأمر يتطلب رجالا على قدر المسؤولية قد اخلصوا العمل لله وباعوا أنفسهم واقتدوا بنهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلفه الصالح وقادتنا الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله ثم القضية .

ونحن الآن وفي خضم الأحداث الجارية، نلحظ أن إنتصارات قد تحققت فالقضية قد عادت إلى الأذهان وبقوة بفضل الله ثم بفضل الوقفة الثابتة لمنهجية المقاومة، والتي رسخت مبادئ وثوابت القضية الفلسطينية فلا ؛استطاعوا ان يطمسوا هوية القضية، ولا استطاعوا ان يوطنّوا اللاجئين، ولا استطاعوا النيل من عزيمة حركتنا الأبيّة وعزيمة قادتها وأبناءها. برغم الهجمة الشرسة التي تشن على أبناءها في الضفة المحتلة؛ إلا أنها ما زالت تمثل جزءا لا يستهان به في المعادلة، ولا يمكن حذفها او شطبها بل هي راسخة متجذرة، وكان لزاما علينا أن نقدر طبيعة المرحلة حتى نضمن الثبات والإستمرار فيها .

السبت، 7 أغسطس 2010

بين ذراعي أشلاء طفلتي !!


صهيب الحسن 07-08-2010, 02:08
كانت تحبو بهدوء، تسير بزحف متناسق غير ممل،
قلبها يزدحم بروعة المشاعر البريئة،
يمتزج بلحظات جميلة،
تقول بنبرة يملؤها الحنين " بابا" !
لصفاء شعورها مزيج معتدل ينساب في النفس،
يحمل بين طيّاته ذكريات الأمس،
تتحسس معالم الوجه بعشوائية،
ليضحك مع لمسات أصابعها القلب المزدحم بالحب،
تغوص في ذاكرتي المُثقلة بالهموم، أخيراً تصطدم بمقاطع مشوهة،
وما زالت تمجّد ذكرياتنا القديمة،
تدلل على مقدار الحُب الذي يكنّه له المكان،
تقول غادر المكان، أهرب!

فجأة يتحول الهدوء إلى ضجيج،
صراخ وعويل،
ألوف تحتشد حول الأنوف النازفة،
أشلاء مبعثرة، تستصرخ الرحمه!
صمتت من صرخاتها الثائرة،
تتأمل علامات الوجوم المرتسمة على الوجوه الدامعة،
وجوه قد ملأت الأجواء بتعابير جنائزية،
حين أخْرْجَت مِنْ بين الرُكام، طفلتي التي كانت تبنض!



يحمل بين ذراعيه أشلاءها ليسير بها في الأزقة الضيقة،
يقف قليلاً لتحظى بقبلات الوداع،
يقترب من القبر أكثر ويبكي،
لا أستطيع وضعكي في السرير،
أغني لكي نامي حمامتي في أمان وفير،
الآن سترقدين في الحفرة،
مقتولة بصاروخ شرير!



الصدمة تشلُّ حركتي، عاجز عن النطق، تهزّني المأساة بعنف،
أجهش مثلكي بالبكاء، ولا زالت الذكرى تهزّني بعنف.

النور يلوح في الأفق،
يرشدني إلى مقام الصبر،
إلى مشاعر عتيدة،
تتحدث كالقصيدة!

يرتفع صوت المؤذن مكّبراً من هذا المجزرة الفظيعة،
يَتَنَهّد صارخاً ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون )!


22/7/2002 مجزرة اغتيال صلاح شحادة.
1/1/2009 مجزرة اغتيال نزار ريان.


السبت، 31 يوليو 2010

أمي رقيّة ..





صهيب الحسن
31-07-2010, 04:31 

على التلفاز مررت بوجه رقيّة،
يحمل بين طيّاته برد السلام،
أعوام من التضحية والصبر،
شممت رائحة الخبز والصاج، والزعتر والزيتون،
ترددت إلى مسامعي، إنّا باقون .. إنّا باقون،
لتعلمني أن الأمهات بمقدورهنّ صناعة الرجال الشجعان،
جنان تمشي على الأرض، تزينت ثم تبخترت بالمجد تزنّرت!

وجوه كثيرة مررت بها، مليئة بالحزن القبيح، تُعدد لي نقائصي، وكأنني بحاجة لمن يذكرني بها،
ثم رأيت هذا الوجه؛ وإذ بالحزن الجميل ينساب بين طيّاته،
يتفجّر من خلاله ينابيع دافئة، تخرج من عيونه،
تغسل نفسي وروحي بمطهّر الشعور الحقيقي من أثر ما تصفّحت تلك الوجوه القبيحة، فتبّاً لها ..
لكم أغبطكي، ومن يشاركني كثيرون،
أغبطكي في صبركي وكيف تتكيفين معه،
في جراحُكي كيف تعضَين عليها،
عندما يتجوّل الأحفاد حولكي، وأنا محروم من زيارة تشفي عناء الشوق للمسرى،
بكيت لكلماتكي، ثم ضحكت معكي وأنتي تداعبين الأحفاد،
هل سمعتي عن أحد يضحك ويبكي في نفس الوقت ؟!

الأحزان تُولد كبيرة ثم تصغر، وتصغر شيئاً فشيئاً مع الأيام،
إلا أنتي تُولدين صغيرة ثم تكبرين، وتكبرين شيئاً فشيئاً مع الأيام،
تكبرين معها في مكان بالقلب يَنْخره بمعاول الفقد والشوق،
لا يتوقف أبداً عن الوخز ألماً،
هذا هو قلبي الذي ينبض بكي، أدلّكه بوخزات الألم،
كُلّما تصرخين وامعتصماه،
هذا هو الألم المقدس، لأنه صادق يبحث عن الحقيقة بشقاء،
يُغسّل بماء زمزمي الطُهر، ليجثوا جبينه ساجداً في معزل عن عناء الدنيا،
كلما سنحت له نفحة من إيمان !

كنت وما زلت أشعر بامتداد خارج نطاق هذا الوجه،
مداده التوحيد ونهايته حيث اللافناء،
سيصل لنقطة لا محالة سيعرف بها نهاية الطريق،
يراها بأمّ عينه،
فهذه الدنيا ليست سوى فاجعة صغرى، وما وراءها أعظم!

مهما تحدثت عن ذلك الوجه فلن أستطيع وصف شعور يعتري القلب،
فالأشياء في تفاصيله باتت واضحة،
وفصول الصراع المحتدم بات شفافاً،
ولا زلت أُقلّب بصري في هذا الوجه،
أدلّك قلبي القاسي المحنط بالسدر في حزني المسجيّ في تضاريس مقدسيّة،
ولا زال الوجه كما هو،
فهل سنعود إلى هناك، نشرب من نهر الشوق، نعانق ذلك الكائن الزاهد العطشان،
الله أعلى وأعلم وأرحم،
تعالوا بنا نرفل بقلوبنا التي ضاقت علينا،
نبحث عن راحة ضمير تدرس تفاصيل وجه رقيّة، في زمن القابضين على الجمر !
وجه يحمل خلفه وجوه بها عيون كالنجوم، تبكي كالوجوم ..!!



الثلاثاء، 20 يوليو 2010

ألم قلم : عن الياسين أتحدث !

 

20-07-2010, 13:53

مرّت الساعات تجر خلفها في تثاقل ،
ظلام ليل يأتي ويضيع،ويتلاشى قبل أن يصل،
يبحث عن بقايا من شروق،
حاول التشبث بثياب الفجر حتى لا يرحل ولكنه رحل ،
غادر كرسيّه المدولب حاملاً فوق كتفيه عباءة حزنه وارهاقه ،
وتعب الماضي، وألم القادم !
ثم استوطننا الحزن،
لدرجه أننا لا ندري لماذا !!!

يومها خرج من محرابه يتأمل الطرقات،
وجدها فارغة من كل شيء ، إلا زحمة الناس !
نظر لبعيد وهو يرقب عهداً مديد،
وعيناه تخرق حجاب الذاكرة،
حاول أن يتذكر ، غاص في تفاصيل ملامحها،وبكى !
هل سأعود ؟

لا أريد عودة تغتال إيماني وديني،
وتقدما ًيجتث يقيني من أعماق وجداني،
أنا لا اريد سوى الحياة كريمه في ظل ديني،

تذكّر نصائح أمنيّة، وان الطائرات قد تعجّل برحيله !
فكر في ان يسأل ،
ولكنه لم يمتلك قدرة كافيه لتنتزع السؤال،
فأزيز الطائرات تدوّي،
لتخرجه من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة!!
وذوى الجسد،وصعدت الروح.

تسمّرت أمام هذا المشهد ،
قررت ألا أرفع نظري عنه،
ولا زلت أتأمله من حين إلى آخر،
في صمت أزعج كل الذكريات !!

لماذا قتلوا شيخاً مُقعد؟
هذا ليس سؤالاً، بقدر ماهو زلزال يدمر سكون المكان،وجنون السائل ،ودهشة المتلقي !
ولكنه يظل سؤالاً، مشنوقاً، معلقاً في الفراغ، بلا إجابة !

يا قمراً وسط الظلمات،
قلبي منهك من العثرات،
علّني في عينيك أرى ظل ندم !
فأرى الصمت،كعصفور صغير ،
ينقر العينيين والقلب ، ويُغرّد
في ثنايا كل فم !!

لكم جاهدت نفسي كي أنساك،
ولكنّي لا املك منع القمر في الليل يضيء،
حملوك معه للسجن حتى تطفئه،
وإلي الآن..لا يزال مضيئاً،
تكفيني قطعة من حزنك،تُدميني كشوكة،

شعاع الشمس يهوي على صدري بالحرّ،
ورُعاع الأمس يهذي على عقلي بالشرّ،
أعطني القدرة حتى ارتاح،
فقدمي تتلمس السّلمة الأولى لكي أصعد ،
ويدي تتلمس الحاجز إذ أخشى السقوط ،
كيف أرحل إليك؟

أخشى من عفن الموت،وأطياب الحنوط،
زفرة تصعد في صدري،تخشى الهبوط،
نكهة تكسو فناء جسدي،تسري في دمي عِرقاً تنزف دمعاً،
منهك قلبي من الظلمة ،لا أرى سوى قمرٍ شاحب،
آآآه من حفنة نور في ظلمة شرور!

السبت، 3 يوليو 2010

نقود تقود !


وقود قلم / صهيب الحسن
03-07-2010, 04:11

أيُّها العابث في روحي ، لا تنكأ الجراح بالبوْحِ في أسرار قروحي،
موطني حيث أجد نفسي، مع الله لا حين ألهث خلف نقودي،
نصّي ضيّق، لكنَّ صدركم أوسع، فاقرؤوا الكلام الشيّق ،

النّفْسُ توَّاقة، للخير فوَّاقة ،
للشر تتقي ، وأحياناً تتقيّئ! ،
المحسنين يضيعون، لكن أجورهم لا تضيع،
فالله لا يُضيع عمل عاملٍ من ذكر كان أو أنثى،

مَنْ يَتَسوّر الحرام ليسرق جمرةً من جهنم ، ثم يعود!،
فذلك قد تعوّد على الخذلان والقعود ،

إذا كان في الكلام سعة ، فالصمت أوسع ،
فلا تشتري بالثرثرة السيئات،
واصرف نقودك على الحسنات ،
وقد ربح بيع الكلمات، والله اشترى اجتناب العثرات،
بلِّغ عن الرسول ولو آية، فقد فاز من حاز الجنّات،

وقد خسر من حاد طريق الشذرات ، وتمرّغ في نيران العتمات ،
لم تنفعه شفاعة الوالدات، الأخوات، الخالات ، ولا حتى العمّات !،
فخاب في لظى يحرق القسمات ، حتى انتفى الممات ، وبرزت جميع الصفات ،
هاؤم اقرؤوا كتابيهْ ، هلك عنّي سلطانيهْ ،ما أغنّى عني ماليهْ ،
خذوه فغلّوه ، ثم الجحيم صلّوه ، ثم في سلسلةٍ ذرعُها سبعون ذراعاً فاسلُكوه ،
إنّه كان لا يؤمن بالله العظيم ، وتمسّك بالمالِ السقيم ،
ولهث وراء الحرام الهزيم، مبتعداً عن الحلال الكريم !،

لا تهرب من شبابيك الشر كالفقمة، واخرج من أبواب الخير والرحمة،
ولا تكُن ْممتطٍ لهواك، و هاوٍ لمطيتك!،
أو فاغراً فاك كالجحر القديم ، ولا غارفاً أفّاك كالشر الرديم ،

القطار سريع، والقافلة تسير، فلا تدع النقود تقود فالكلاب تنبح !

الأحد، 27 يونيو 2010


مولد النّور وانقشاع الظلام !


نور قلم / صهيب الحسن
27-06-2010

قضيتنا مُعتمة ،
ديدنهم الحرية ، التي تُقدس الظلام والجذام ،
مقاومتُنا فطر سام،
وعقيدتهم تمجيد العم سام ،
تُبيد خضراءنا، ونسلنا، زرعنا وحتى حرثنا،
لا مُجيب لاستغاثة أو صرخة استرحام،
فقط الحاجة إلى نبرة الاستسلام ،
بحاجة لمنظم ضربات القلب يُشحن على الكهرباء ،
فقد زادت حدّة الآلام ،

تحسبُنا جميعاً وقلوبنا شتّى،
ولتقس مدى الهيام لدينا، ولوعة الغرام ،
لأن بعضنا لا زال يعشق العم سام،

لا تندهش لما ترى، لأنك لن تستطيع أن تبلغ الثرى،
ذلك أن الظلام قد طغى، واقتلع قلوبنا وألقاها في هوّة الضرام،
وأزاحنا من حيّز الأنام، هانئاً بفعل الحاخام الذي نام،
بعد أن قتل الحمام واستباح حرمة البيت ليقتل الوئام،

ولكن ثق أيّها الحاخام،
فوالله الذي أعزنا بدينه وذروة السنام ،
سوف ترى أرواحنا المضيئة في عتمة الظلام ،
تهُب من سوادها الأعظم ،ورقد الرغام ،
تلتف حول منبع الخيانة والإجرام،
وتكنُس التاريخ والأيّام ، بالرصاصِ لا بالكلام ،
سوف ترى أحلامنا، رؤى تتحقق أثناء النوم في الظلام،
تكتب هنا جريمة الحاخام، والعم سام،
كما كتبنا مولد النور ، فإنا
كاتبو نهاية الظلام،
والنصرُ للإسلام !

الاثنين، 21 يونيو 2010

لا سلام على من باع فلسطين بالاستسلام !

صهيب الحسن /غزة
21-06-2010, 03:42

لا سلام على من باع فلسطين بالسلام، بالمفاوضات والكلام، بالذل والاستسلام،
لا زلتم تمارسون سياسة الحوار، التي بدأت منذ عشرات السنين حتى باءت بالبوار ،
كل شئ بالنسبة لكم في سفول ، لأنكم تتحدثون مع رجال من جنس " ادع لنا ربك يبين لنا ماهي إن البقر تشابه علينا
في كل يوم خداع ، يرضعونكم التلمود من أثداء اليهود ،سياساتهم وطرقهم النجسة يطبقونها عليكم ، يستسفهونكم ويرونكم (حفنة أعراب يستخفهم أول من يصل ديارهم ويذهب بهم أكذب الناس حديثاً حيث شاء كيفما يشاء
ألا إنكم الأشد كفراً ونفاقاً !
تمزقون صفحة وجوهكم التي رفسوها ، وهندموا أفكاركم على طريقتهم التي يهندمون بها وجوهكم خلف الجدران ،جعلوكم تنتفون لحية الشيخ الذي تصلون خلفه أمام الناس !
شاهت وجوهكم (أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر ؟)
تمضي أعماركم باللهو ، ونحن قد جفت حلوقنا وأعيننا ، وشربنا الأمّرين وأنتم تلعبون !
كلما تُضربون على قفاكم، تقولون (ضربونا لأننا متقدمون ولو كنا خلفهم ما ضربونا )!
همومنا وأشجاننا تلازمت مع هزائمكم وانكساراتكم ،
تخضعون للتفاؤل والتشاؤم بالمبادرات والضمانات ، ونحن نخضع للأسباب والنتائج!
الأوهام سقطت وانقلبت المعادلة، الأمم استيقظت وأنتم في سبات عميق في ذات الطريق،
لغتكم اللين ودك الإسفين ، وهم (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً )
يا أنصار الاعتدال ، قد دفعتم أذهاننا إلى الإعتلال ،
هم ينتصرون عليكم بضعفكم واختلافكم وتفرقكم، ونحن ننتصر عليهم بقوتنا وتوحدنا وثباتنا!
جموعكم تعبت من عنائنا ،تضحياتنا ، آلامنا ،صممتم آذانكم عن كل شئ سوى الانهيار السلام والتسليم ،
أفصح لسان، أنصع بيان، مع إسرائيل، ودولة إسرائيل، وأمن إسرائيل، واستقرار إسرائيل، وهي تتدلل، وتتعلل، ثم ترفض وتصدر، وتصادر، تخفف الحصار لا ترفع، لا تزال تكابر !

و نامي جياع الأمن نامي *** حرستك آلهة السلامِ
نامي على زبد الوعود *** يداف في عسل الكلامِ !!
نامي تصحي! نعم نوم المـرء ** في الكرب الجسام ِ!!

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

عمرو موسى ذو الوجهين !

صهيب الحسن/غزة
15-06-2010, 22:14

أصبحنا ذات يوم سابق على زيارة أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي دخل قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من أربع سنوات ، لتستنفر الحكومة الفلسطينية جميع مؤسساتها وتقف على قدم وساق ، وتعتذر عن استقبال قوافل شعبية قادمة لفك الحصار ، لانشغالها بتحضير مراسم استقبال المفدى الأمين العام ، فإذا كان هذا الذي جاء ليمتطي صهوة موجة الغضب العالمية بعد مجزرة الحرية في عرض البحر ، ليُقحِمَ أنفه ويدخل بردائه المربوط بيد بان كي مون التي أجلسته على كرسي منتدى دافوس ، حين بهدل اردوغان شمعون بيريس أمام الملأ ، واندفع بعد ذلك خارجاً ليستقبله أبناء شعبه في تركيا كالأبطال ، ثم يأتي اليوم عمرو موسى ليلعق ولو شيئاً يسيراً من هذا الاستقبال فبالتأكيد يكون مخطئ إذا كان معتقداً ذلك، لأنه قد أوضح مواقفه مُسبّقاً ، وأربع سنوات كانت كفيلة ليثبت فيها مدى جديته الفعلية ليخدم القضية الفلسطينية، وأن قافلة ووفد صغير يدخل حاملاً في جيبه الدواء لمريض أو حليب لطفل لهو أغلى وأثمن من ألف ألف عمرو موسى !

والصحيح أنه بالفعل حصل على مراده ببساطة ، لأن الحكومة الفلسطينية أو بالأحرى حماس هي التي سمحت له بذلك ، لأنه لم يرد الاعتراف بالحكومة ورفض الاجتماع في مقر رئاسة الوزراء حفاظاً على الشكليات ، ولكن أين كانت تلك الشكليات حين جلس جنباً إلى جنب جزار الشعب الفلسطيني شمعون بيريز خاصة بعد حرب غزة الأخيرة .

لقد كنت أتمنى يا عمرو موسى أن أصدق أنك لست رسالة أمريكية صهيونية عباسية وأنك مبعوث جديد قد اختار التوقيت المناسب بالفعل لإبلاغ الضغوط القبيحة بوجه قد لا يقل قبحاً عنها ، ونحن نعلم جيداً أنك لا تحُل ولا تعقد من الأمر شيئاً هذه المرة ، كنت نفسي أصدق يا عمرو موسى ، ولكن عجزت عن ذلك !

ستبقى في نظري مجرد أراجوز تلعب به قوى الشر الظلامية كيفما ووقتما شاءت ، وهل دماء الفلسطينيين التي سالت عقب حرب غزة الأخيرة لم تكفيك لتزورها وتطلّع على أحوالها ، أم أن دماء الأتراك كانت السيل الذي بلغ زبى العنجهية الإسرائيلية التي دفعتك لإقحام انفك الذي حككته كثيراً حين كنت تعلق على مجزرة أو مصيبة ما ترتكب هنا أو هناك ، ولقد رجعت بخفي حنين لم ولن تفعل شيئاً لأنك ستبقى ملفوفاً بورق الضمانات الأمريكية التي تحاكي قوانين واشنطن ، وقد كانت زيارتك للاستهلاك الإعلامي لا أكثر ولا اقل ، وان كنت في الحقيقة منزعج كثيراً من كرم حكومتنا الحاتمي التي تعاملت معك فيه على أساسه ، وأهم ما يستحقه الحدث هو تناوله من زاوية رصد أنماط التفكير لدينا، وتصحيح عاداتنا الفكرية واللفظية التي تحكم نظرتنا للسياسة، وفي التعامل مع هذه الزيارة، وموقفنا من الآخرين، وتعبيرنا عن الرأي الذي نختاره وننتحله، فهو استفزنا لنتصرف بعفويتنا، وهنا يأتي دور الراصد ليراقب خطأنا وصوابنا ليعكس للعالم صورة الشعب المحاصر ، ولربما تكون الصورة وصلت جيداً أمام عوائل الأسرى سواء في السجون الإسرائيلية أو حتى أولئك الذين يقبعون في السجون المصرية ، فضلاً عن المختطفين في السجون الفلسطينية التي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة ، ولذلك نحن على قناعة تامة من أن موسى لن يفعل شيئاً ، وسيقوم بتمزيق صفحة المطالب التي كتبها إسماعيل هنية ، كما تعود عمرو موسى على تمزيق صفحة وجهه كل يوم ليكذب عليها ويخرج أمام الملاً بوجه جديد مرّة بعد مرّة !

أما حكومتنا فنقول لها لقد قمتي بما هو مفروض عليكي وزيادة ، ولكن الإفراط في التعاطي مع المبادرات الدولية العربية والغربية ومنها الأمريكية وحتى الإسرائيلية ، فعند ذلك تكونين مخطئة تمام الخطأ ، وذلك يستوجب وقفة لمحاسبة ومراجعة المواقف، والقضية لا تحتمل أعوام جديدة ليستمر مسلسل الحصار المفروض ، وكان الأولى بك إعطاء الأولوية لاستقبال القافلة التي جاءت بدل الاعتذار للانشغال باستقبال رجل تعلمين جيداً انه صورة كرتونية تحركه الأيدي الأمريكية والإسرائيلية ، وجلوس وجوه أثارت بلبلة إعلامية حول رؤية الحركة والحكومة إلى جانب عمرو موسى ، وخروجها بعد ذلك على وسائل الإعلام لتتحدث وكأنها تمثل الحركة فهذه الوجوه تسئ بشكل كبير جداً أمام تلك الجماهير التي تترقب لسلوك وأداء هذه الحكومة ، والتي كانت المسبب في زيارة الرجل إلى غزة حين سالت الدماء في عرض المياه الدولية ، فلا يكفي تشييد النُصُب التذكاريه ، بل الأولى الوفاء لدماء الشهداء على الأقل بإرسال خطاب شديد اللهجة يعبر عن هذا الوفاء وعن الألم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني ، رداً على استعباطه لكم ورفضه ليجلس مع رئيس الوزراء في مقرّه!

 
 
رد مع اقتباس

السبت، 5 يونيو 2010


إصبع أردوغان !!



قام طارق بن زياد في آخر الليل يتفقد الجند قبيل دخوله الأندلس،
فسأل عن احد التابعين، فقيل له أنه يصلي في خيمته،
فدخل عليه ابن زياد فوجده رافعا سبابته الى السماء ويدعو!!
فقال ابن زياد لمن معه : والله إن اصبع فلان هذا خير عندي من جميع هذا الجيش وعتاده !


ونحن نقول ،
والله إن إصبع أردوغان خير عندنا من جميع الجيوش العربية التي لم تحرك ساكناً لشعب فلسطين.

أردوغان: حماس حركة مقاومة تدافع عن أرضها،
أردوغان :إن قدر القدس لا يختلف عن قدر اسطنبول، وقدر غزة ليس منفصلاً عن قدر أنقرة،
أردوغان:إن صمت كل العالم ولن نصمت، وإذا غض العالم الطرف عن المذبحة فلن نغض الطرف، لن نكتف أيدينا ونشاهد الدم يجري، ولن ندير ظهرنا لغزة وللشعب الفلسطيني،
أردوغان:إنهم شعب فلسطين، فحماس هي التي فازت في الانتخابات، وهي حكومة منتخبة لا بد أن تعطى فرصتها،
أردوغان:إنهم اعتبروا الرضيع الذي في المهد تهديداً لأمنهم، قتلوا الأطفال كما يفعل الإرهابيون، إنهم يخافون الأطفال ويقتلونهم وهم على دراجاتهم، يمنعونهم اللعب لأنهم يخافون حتى اللعب،
أردوغان :معركتنا ليست مع اليهود ولكنها ضد إرهاب الدولة والإدارة (الإسرائيلية)، وزهذه ليست معركة بين تركيا و(إسرائيل) فقط، بل هي مشكلة بين (إسرائيل) وبين 32 دولة ينتمي إليها المتضامنون،

أما الأنظمة العربية ،صبيحة يوم المجزرة حينما سمعت عمرو موسى يقول نحن نشجب ونستنكر وندين هذا العمل الإجرامي ،كلما اتذكر تلك الكلمات أو أسمعها أقوم بممارسة طقوس الدراجة الهوائية :

- أستلقي على قفاي .
- أرفع قدماي إلى السقف و أحركها و كأني أسوق دراجة هوائية !
- أضحك بأعلى صوتي
- أردد : "لا شجب ولا استنكار "

هي أشبه بحالة لا إرادية ، تنتهي بعد مدة معينة ،ولكنها تتكرر كلما سمعت الانظمة العربية !







طز أردوغان !!

05-06-2010, 01:51

في عهد الخلافة العثمانية وفي مراكز التفتيش، كان العرب يذهبون لمبادلة القمح بالملح، فعندما يمر العربي خلال بوابة العسكري العثماني، وهو يحمل أكياس الملح يشير إليه التركي بيده إيذاناً بالدخول، ودونما اكتراث يقول (طز) (طز) (طز)؛ فيجيب العربي (طز) بمعنى أنه فقط يحمل ملحاً أي لا شئ ممنوع أو ذا قيمة؛ فيدخل دون تفتيش ،ولذلك كلمة (طز) هي كلمة عثمانية تعني (الملح ).

وبصراحة مواقف أردوغان كلها (طز)، وهي تطز على المواقف العربية المتخاذلة، فالرجل يملك موهبة سياسية وذكاء فطري حاد، يجعله يتحدث بملء الفم ويعبر باستقلالية تامة عن موقف بلاده مما جرى، وبينما كان النائب حازم فاروق يسعف الجرحى وجيوبه مليئة بالضمادات، كان الرئيس حسني مبارك ينفس غضب الشارع المصري، ويخرج على وسائل الإعلام وجيوبه مليئة بالمحارم كي يمسح عرقه المتصبب وهو يقول مرتجفاً، وملتفتاً يميناً وشمالاً بالترقب الإسرائيلي والأمريكي، بـ (لن اسمح بتجويع غزة ) و(سأفتح معبر رفح بشكل دائم –للمساعدات الإنسانية -)!

وهل كان يجب أن تحدث مجزرة في عرض البحر والمياه الدولية لكي يتسنى لفخامة جنابك المباركة أن تعلن بأنك لن تسمح بحصار غزة، وتفتح المعبر بشكل دائم وأمام الحالات والمساعدات الإنسانية فقط ؟! بينما الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يعلن بأنه يجهز لأسطول حرية ثاني وهو البعيد آلاف الكيلومترات عن غزة المحاصرة، ويفصلنا عن تركيا حدود وسدود وموانع وبحار، وأنت يا مبارك الجار والشقيق الأكبر بل وأم الدنيا تحاصرنا بجدار فولاذي وتعتقل مخابراتك وأمن دولتك مجاهدينا وتعذبهم بالكهرباء، وتحاول انتزاع المعلومات منهم انتزاعا عن المجاهدين، ومعرفة مكان شاليط، ويقتل جنودك 11 فلسطينيا قبل يومين على الأقل من حدوث المجزرة بحق أسطول الحرية، في الأنفاق التي يتم فيها تهريب الحليب والدقيق لأهل غزة المحاصرة.

لا يا مبارك طز فيك، وطز هنا لا تعني الملح، بل تعني (اللامبالاة )، وطز في قرارك بفتح معبر رفح، أصلا كلمة فتح لا نقبلها وكان الأولى بك أن تقول
(حماس معبر رفح الدائم)، لان كلمة (فتح ) لم تعد مقبولة في قاموسنا النضالي، والتي تؤمن بعبثية أساطيل كسر الحصار، كما صرح السيد التعيس محمود عباس لجريدة الشرق الأوسط، والذي يظهر التباكي اليوم على شهداء الأسطول ، في منتدى الاستثمار الفلسطيني!

يجب على الحكومات العربية جمعاء أن تذهب إلى تركيا ، لمبادلة التخاذل والانبطاح( بالطز الاردوغاني) حتى تستطيع أن تعطي لطعم مواقفها من الجرائم الصهيونية والأمريكية في العالم ، مذاق مختلف ، مذاق الاستقلالية وعدم الارتهان للاشتراطات الأمريكية ، فضلا عن المشاركة والتورط فيها .

اليوم يقف اردوغان بكل شموخ وكبرياء يقول لإسرائيل ولأمريكا ، (طز فيكم ) وكأنه يضع هذا الطز على الجرح الأمريكي في العراق وأفغانستان، والجرح الإسرائيلي جراء فضيحة المجزرة السافرة التي ارتكبها في المياه الدولية ،ليعبر عن غضب شعبه واستنكاره مما يجري في قطاع غزة، وليرفض كل المزاعم حول إرهابية حماس ، ويقول للعالم أنها حركة تدافع عن أرضها وعرضها وشعبها ، وان إسرائيل هي التي تقتل الأطفال والأبرياء !


الجمعة، 4 يونيو 2010

اردوغان ونتنياهو وجهان لعملة واحدة !!

صهيب الحسن/غزة

04-06-2010, 17:59

يحكى أن يهودي استأجر غرفة في منزل فلسطيني ، ثم بعد مضي فترة من الزمن قام اليهودي بالسيطرة عنوة على غرفة أخرى ، وكلما كان الفلسطيني يشجب ويستنكر ، كلما سرق اليهودي غرفة أخرى ، وهكذا حتى احتل معظم غرف المنزل ، وترك للفلسطيني غرفة واحدة ضيقة يعيش فيها مع عياله ووضع معهم بقرة وحمار وخروف ، وكلما تذمر الفلسطيني أكثر من ضيق العيش فضلاً عن ضيق الغرفة التي لا تتسع لهم ، كلما زادت حدة الشجب والاستنكار ، فقام اليهودي بإخراج البقرة فارتاح الفلسطيني وتنفس الصعداء ، ثم بعد ذلك اخرج الحمار والخروف فقال اليهودي للفلسطيني : ما رأيك الآن؟

فقال الفلسطيني: أيوة كده تمام، لكي ينسى المنزل ويكتفي بغرفة واحدة !

لربما يكون حال الفلسطيين مشابه للقصة السابقة ، اليهودي معروف والحيوانات هي قطعان المستوطنين التي خرجت من قطاع غزة، والفلسطيني بقي وحيداً في غرفته "قطاع غزة "محاصراً لا يستطيع الخروج منها.

نتنياهو صرح بأنه سوف يسمح بتخفيف الحصار مقابل قوة دولية تشرف على المعابر والموانئ ، هذه القوة هي بمثابة قوة احتلال ولكن هذه المرة بثوب جديد ، بينما الجيش يتربص بالشعب المحاصر على تخوم القطاع ، من جهة البر بحصار إسمنتي وفولاذي ، ومن البحر بقراصنة يجوبون أعالي البحار غير آبهين يعتقدون أن البحر المتوسط ولربما العالم كرة صغيرة يضعونها في جيبهم الصغير ، فيحق لهم ما لا يحق لغيرهم ، لأنهم ببساطة شعب الله المختار كما يزعمون ، والحديث عن قوة دولية هو ضرب من ضروب التضليل الإعلامي وضمن سياسة إستراتيجية خبيثة تمارسها سلطة الاحتلال ، وهل كان يتوجب أن تحدث مجزرة في عرض البحر وفي المياه الدولية لكي يتم تخفيف الحصار ؟ أو يفتح المعبر بشكل دائم "للمساعدات والحالات الإنسانية فقط"؟!

هل يتوجب أن نخوض بحار من الدماء لمدة 62عاماً في سبيل "تخفيف الحصار" ؟ بالطبع هذه سياسة اليهودي الذي احتل المنزل ، فيقوم بالتنفيس شيئاً فشيئاً على الفلسطيين حتى ينسيهم قضيتهم الأساسية " باقي غرف المنزل "!

ولكن ما هو السر وراء غطرسة ومكابرة نتنياهو لكي يتمسك بموقفه على هذا النحو؟ وبقوله أن الحكومة الإسرائيلية تدعم ما قام به الجيش من قرصنة ومجزرة ضد متضامنين متعددي الجنسيات ؟! وان هذه القافلة هي للكراهية وليست للحب والحرية ،وأنها تقوم بتهريب السلاح للإرهابيين في حركة حماس ، الم تقدم تلك السفن والبواخر من موانئ من أكثرها تشديدا امنياً وفحصاً وتمشيطا سواء من وجود أسلحة أو السماح بتهريبها ؟ سفن وبواخر جاءت ليس فحسب من تركيا بل من دول مختلفة من العالم.

هناك عملة نادرة يتم تداولها بحيث تقف كقاعدة صلبة يتكئ عليها من يمتلك زمام السلطة ، هذه العملة صاحبة المعتقد والإرث التاريخي سواء كان حقيقي أم غير حقيقي ، وهي في نفس الوقت سلاح فتاك في يد من يستخدمه ، هي الرأي العام ، والذي يحدد سياسات الدولة ويرسمها ، ولذلك نجد هذا التماسك والتوحد خلف الحكومة الصهيونية ، بهذا التعنت المفرط ، والتي تعبر عن الشارع الإسرائيلي بالدرجة الأولى ، وبالتالي يمكن فعل أي شئ في سبيل ترسيخ جذور المعتقد التوراتي اليهودي حتى لو تطلب الأمر تجاوز سيادات دول متعددة وانتهاك القوانين والمعايير الدولية ، لكي يتم اغتيال مقاوم فلسطيني في دولة عربية ، أو اغتيال متضامنين أجانب في عرض المياه الدولية .

هل ما حدث في "المياه الدولية " هو خطأ ارتكبته البحرية الإسرائيلية وقوات الكوماندوز بحيث لم تعرف مكانها لتخطئ في إحداثيات المكان ، بعيداً عن الحدود للمياه الإقليمية الخاضعة تحت السيطرة الإسرائيلية ؟ الجميع يدرك أن هذه الحركة متعمدة ومقصودة ، لأن المسألة لا تتعلق بقافلة محملة بالمساعدات ، بل تتعلق بقضية أساسية ورئيسية ألا وهي "كسر الحصار المفروض على غزة " ، والحصار سياسة إستراتيجية ضمن سياسات الحكومة الإسرائيلية الرامية لتقويض الحقوق وانتزاع المواقف ، إلى جانب محاولات تحرير الجندي المختطف جلعاد شاليط .

وبالتالي من غير المستغرب أن يرسل ترسانة من البوارج الحربية والطائرات المروحية لمحاصرة هذا الأسطول ، وهذا كان متوقعاً، ولكن الذي فاجأ الجميع هو الهجوم بشكل سافر وفاضح على القافلة يصل إلى حد ارتكاب مجزرة بشعة ،بإطلاق الرصاص وبشكل مباشر على المتضامنين ، بل بقوائم اغتيال معدة مسبقاً ، تستهدف قيادات في الحركة الإسلامية في الداخل والخارج ، رائد صلاح واحمد إبراهيمي وغيرهم ، ولكن " يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ".

الحكومة التركية تدرك أهمية الرأي العام ، الشارع التركي بات يعرف الظلم الواقع على الشعب المحاصر ، فظهرت الجهود الكبيرة في محاولة لفك الحصار وإنهاء معاناة استمرت لأكثر من 4 سنوات ، ولذلك من الطبيعي أن تقف الحكومة قلباً وقالباً (جيشاً، ورئاسة وزراء ،مؤسسات ) مع هذا الرأي عملاً بالسياسة المتبعة والتي أثبتت فاعليتها في مقابل الرأي العام الإسرائيلي ، واستشهاد عدد من المتضامنين الأتراك ، وحجم الغضبة المنددة والتظاهرات والاحتجاجات تدلل على ذلك ، وقد عبر عنها اردوغان في خطابه الأخير ، والمشهد ينذر بالتصاعد ، ولا يمكن للحكومة أن تمرر هذه الجريمة مرور الكرام ، ولن تعود العلاقات التركية الإسرائيلية كسابق عهدها ، وهي مرشحة للتصعيد ، لان كلى الطرفين يتمسك بموقف الرأي العام ويعبر عنه في سياسته المرسومة ، ولو اغتيل او غير الرجل توجهاته فلا يمكن ان تتغير قناعات وتوجهات الرأي العام التركي ، وبالتالي ندرك أن اردوغان ونتنياهو وجهان للرأي العام ، والأنظمة العربية عدة أوجه لعملة العمالة لأمريكا وإسرائيل !






الخميس، 3 يونيو 2010

منارة الحرية !
Beacon özgürlük


نزف قلم : صهيب الحسن
03-06-2010, 04:29 

السلام على من أحبه،
و الدمع من عيني يفور!

هذا حديث النفس حين تشف عن *** بشريتي و تمور بعد ثوانِ
و تقول لي إن الشهادة لغايـــة *** أسمى من التصفيق للطغيان ِ
دمع السجين هناك في أغلاله *** و دم الشهيد هنا سيلتقيــان ِ
حتى إذا قد أفعمت بهم الربى *** لم يبق غير تمرد الطوفان

فؤادي مُتعبٌ، والليلُ طآل، فلا شمسٌ لتُشرقَ في روبآنا، ولا مطرٌ ليروي كُلَّ جَدْبٍ
ليُحي الأرض ،يمحو من آسانا ،
فؤادي مُنهكٌ لا ليلُ يُقضى ، فأين الصبحُ يُنْسي من لظآنا


صرخت،
أفِقْ يا زوجي الحبيب، نور المنارة لا زال يلوح في الأفق القريب،
لا ترحل ، و تتركني فريسة استصرخ واامعتصماه زماننا الغريق!
ألا تكفيك دموعي المنهمرة على جسدك الطاهر ، كي تفيق ؟
عساك تكون قد ارتحلت قبل أن تُكمِل الطريق !
هيا يا رفيق، قُم لنواصل المسير، ودع عنك الرحيل،

حسناً يا زوجي الحبيب، سأكمل المسير ولْتبقى مُستريح،
أدعو ربي أن يلقاك أهلُ الرحمة من عباده كما يلقون البشير في الدنيا،
عساهم يُقبِلونَ عليك يسألون بعضهم البعض :أنظروا أخاكم حتى يستريح ،فإنه كان في كرب ،
يا فُلان : ما فعل فلان ؟ وما فعلت فلانة ؟ وماذا تَبَقّى من الطريق ؟!
فيقول لهم: لقد قطعوا علينا الطريق، بالرصاص والحريق،
فيقولون :إنا لله وإنا إليه راجعون ، ذهب الجندي بنفسه إلى الهاوية ، فبئس الجُندُ وإلى النار الكاويه !

قال أبو العاليه : أمور يسأل الله عنها الأولون والآخرون،
" ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين " ،
ثم لا تزل قدماك حتى تجيب :
عن عمرك فيم أفنيته و علمك ماذا عملت به و مالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته و جسمك فيم ابليته؟

عساك أن تكون ممن أفنوا أعمارهم في سبيله ، وعملت بعلمك لإنقاذهم وفك حصارهم ،وأنفقت مالك الذي اكتسبته لشراء دواء لأجل أطفالهم ،يا زوجي الحبيب !

ثم إذا أدلى عليك رب العالمين كنفه و ليس بينك و بينه ترجمان سألك:
أتدري ماهو أول سؤال يسأله الله العبد يوم القيامة ؟
ألم نعافك في بدنك ونرويك من الماء البارد ؟
فيجيب ،بلى يا ربي ، سبحانك سريع الحساب !

يقول أنس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم:
فأين أطلبك ؟ قال: أول ما تطلبني على الصراط
قلت : فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال : فاطلبني عند الميزان
قلت : فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : فاطلبني عند الحوض
؛ فإني لا أخطي هذه الثلاث المواطن!

أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة ، وأسأله من فسيح المكان مع الشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً
زوجتي الحبيبة ، أكملي المسير نحو المنارة عسى بنورها تنقشع ظُلمات الحصار العسير !


زوجة أحد شُهداء معركة الحرية!
Kadın Türkiye'de

الأربعاء، 2 يونيو 2010

أتركوا تركيا في شأنها ودونكم أنفسكم !

صهيب الحسن/غزة
02-06-2010, 07:29

تعودنا دائما أن نكون جبناء و أن نداري جُبننا بالكثير من الأغلفة الجميلة , إيران وتركيا وسوريا وحزب الله وقريباً الكويت وقطر ليسوا هم القضية ولكن القضية هنا هي غباء البعض المتأصل فينا والذي لا ينفك يثرثر عن التعامل مع الأشياء من حولنا وهو لا ينظر الى الخشبة التي في عينه ، فتلك الدول على القول بانها شيعية او علمانية بعثية وهذا هو الظاهر عليها حتى الآن ، إلا أن ذلك ليس محلاً لانتقادها في اجراء لم تتخذه ، او حرب يفترض أن تشنها ، ومن ينتقدها على هذا الأساس فهو مهرطق ضاق به الكلام فوجد في ضجة المساعدات والدعم التي يقدمونها سعة لشئ من القول ، وكان الأجدر به أن يسكت لأن هذا هو النقد الأصدق في هذه الحالة ، ومن ينتقدها من منظور مصلحي توجهي مشترك وجديد ، منظور الرفض لتمرد اسرائيل وغطرسة امريكا فهذا المنظور الذي يستحق الطرح والتناول .

سأتحدث هنا عن التوجه التركي الجديد ، ولا اريد التحدث عن تلك الدولة التي حكمت العالم لاربعة قرون ، ولكنها بعد ان كانت مقيدة بالسلاسل والاغلال الامريكية والغربية ، عندما ارادت الانعتاق من تلك القيود ، أصبحت الآن متهمة باتهامات ما انزل الله بها من سلطان، وهي تعلم انها ستدفع ثمن هذا التغير في سياستها ، بينما لم يجرؤ أحد من زعمائنا العرب أمثال مبارك والملك عبد الله وباقي الزعماء الوصوليين ولا من هم أرْجَلَ منهم من المخمورين والسكرانين في قصورهم ، لم يجرؤ احد منهم ان يقف وقفة جادة حين كان الشعب الفلسطيني يذبح في حرب غزة الأخيرة ولا زال ، والآن مع صعود النجم التركي ، يخرج علينا البعض من القاعدين الثرثارين بأننا نحن الشرفاء بالطبع ذلك لأننا نجيد الكذب ، نحن فقط الأنقياء لأننا نجيد الخيانة ، نحن فقط المحترمون ، ونجلس نفرقع اصابعنا وننظر الى علمنة تركيا او خمينية ايران ، وننقف انوفنا ونكتب في المنتديات في هذا الوقت الحرج بالذات ، لنتكلم فيما بدى من مساوءهم وسوئاتهم .

تركيا التي ارتقى سنامها المجتمعات الدولية متحدية الجبروت الاسرائيلية ، رغماً عن أنف العرب بكل ما فيهم من تخاذل وتراجع وانبطاح ، وغطرسة امريكا ، حتى تختم تغيراتها بلطمة شديدة في وجه اسرائيل والغرب ، حين قال عمرو بن العاص للمستورد بن شداد : ( تقوم الساعة والروم أكثر الناس . فقال له عمرو : أبصر ما تقول . قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : لئن قلت ذلك ، إن فيهم لخصالا أربعا : إنهم لأحلم الناس عند فتنة . وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة . وأوشكهم كرة بعد فرة . وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف . وخامسة حسنة وجميلة : وأمنعهم من ظلم الملوك ) رواه مسلم .

ونحن اليوم نبحث عن من يقاتل عنا بالوكالة فنركض خلف القانون والمحافل الدولية ونبحث عمن يموت عنا بالوكالة ونقول " اقتلوا ايران واتركوا لنا الخليج " واقتلوا الفلسطينين اتركوا لنا مصر " ثم اذا اغتصب الاسرائيلي الفلسطيني ،طلبنا الاعلام الامريكي ليأتي ويصور الجريمة ، وطالبنا بعرض تلك الشناعة ونطلب ونستجدي من ابناء الشعب الامريكي أن يمشوا في الشوارع ويبكوا ويصرخوا عنا بالنيابة ، إذاً كم نحن مقززون الى حد بغيض يصعب تصوره !

أكثر ما يؤلم في الأوقات الحرجة خروج بعض المتفلسفين والمتشدقين، والذين هم أخبث من العلمانية ذاتها بتبنيهم على أن للكل الحق في إصدار القرارات ، وتنظير كل شئ بأي شئ لأي شئ ،مع أن المتحدث منهم لا يفهم من ما يقول شئ !، فهو يتمحك بالعلمانية ويدعي أنه ملحد ويحاول إظهار ذلك وهو مؤمن ويؤمن بالله وبأن الدين هو الحل لأنه هو الرأي الأعلى من صانع الكون وخبيره.. ولكنه مسلم غبي مسكين " فضاع بالطوشه " فصار حاله كما قال عليه الصلاة والسلام:
" يمسي كافرا ويصبح مؤمنا ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا " قاعدته الوحيدة في هذه الحياة ( طقها و إلحقها ) إستهتر بنفسه ومصيره وتقلص عقله فلم يعد يفكر بما وراء الموت.

دائمي اللهاث والهلع والحيرة والضياع، سيعيشون ويموتون اشقياء وأنظروا حولكم ستعرفون ، ستجدوا حزب قعود وتخاذل وخذلان !

أولى شئ بالنسبة للانسان هو أن يضمن أنه سينجوا بجلده ، وكل يأتي يوم القيامة فرادى ولا تزر وازرة وزر أخرى ،
قبل أن تنتقد الاسلام وتدعوا الى تصحيحه كما تزعم أيها المتفلسف الكريم يجب عليك أن تتعلم دينك وتقرأ كتابك المُنزل اليك من ربك و تضمن نجاتك الشخصيه وتفكر في مصيرك الشخصي أولا، دع عني الصياح والصراخ بأخطار تركيا والعلمانية وأنت تارك للصلاة معرض عن الدين مطبوع على قلبك لو مت وأنت على هذه الحال ما أفلحت ولا شممت ريح الجنة وكنت من الذين تلقتم ملائكة الموت يضربون وجوههم وأدبارهم ،أفق يا رجل !

أخي الكريم/أختي الكريمة أقم الاسلام في صدرك يقوم على الأرض أما العقل المجرد والمنطقيه فلا تحل لا لك ولا للكون مشكله ففكر البشر متوارث منذ آدم الى يومنا هذا ونحن نفكر ونستنتج ونجرب ونورث أبنائنا نتاج فكرنا التراكمي على مر مليارات السنين ومع هذا مازالت دول العقل والمنطق والفكر الحر تتكبد ويلات اجتماعيه و تكبد العالم الظلم والقهر والعهر والمصير الأسود فلو كان في العقل خير لكان حل مشكلة العالم والحروب والمجتع بشكل أخص ،لم يذق العالم العدل والأمان والسعادة الا على أيدي الرسل والأنبياء وهذا لا ينكره الا جاهل بتاريخ الانسانية .

عندما تركنا الوحي والقرآن الغيب بالوهم والجن والملائكة بالشحنات الكهربائية والموجات المغناطيسية ، و الايمان بالخنوع فإستعلينا على الله و نفخ فينا الشيطان كبره حتى عتونا عتوا كبيرا !

عندما عبدنا الكيبورد واطلقنا لألسنتنا العنان ،ولتي ما فتئت تتحدث عن مشاكل الأمة وهي لا تستطيع حل مشاكلها الذاتية ..

" نسوا الله فنسيهم "
" نسوا الله فأنساهم أنفسهم "

دعوكم من تركيا فهي قد أدت الذي عليها ،وبقي الذي عليكم ،فماذا فعلتم أنتم ؟

الخميس، 27 مايو 2010

أقلام كسر الحصار 
 


صهيب الحسن
2010 - 05 - 27

إن الخطر الداهم على الشعب الفلسطيني، ليس محاصرة قطاع غزة فحسب، لانتزاع المواقف والالتفات على الحقوق والثوابت، بل يهدف لمحاصرة العقل والوعي بالدرجة الأولى ، مما يستوجب منا التكاتف والتماسك ومحاسبة الذهن من أجل وعي أبعاد هذه المؤامرة الرهيبة ، والتي تنفذها إسرائيل بدقة متناهية في الضفة المحتلة وقطاع غزة ، ومن هنا تبدو المسئولية واضحة أمام الجميع لحماية العقل العربي ، والتصدي بالحسم ، ودحض مقولة أننا شعب لا يقرأ ، وحتى لا نتميز بالنسيان يجب التمعن فيما تكتبه الأقلام الرامية لفضح هذه المؤامرة ، حتى لا نسمح لشرذمة وطغمة فاسدة بالعبث بمقدراتنا وقيمنا وأرضنا وعرضنا وتراثنا ، والإشكالات السياسية التي لطخت بألوانها معظم المواقف التي يجب أن تكون حاسمة بحيث نسيت أقدام المنتعلة حذاء دايتون الأرصفة التي تقف عليها ، حتى تمادت وأمعنت في مشاركة إسرائيل حصارها العقلي والأمني والاقتصادي ، وما يجري في الضفة من ملاحقات ومضايقات خير دليل على ذلك ، وبدأنا نلمس شرطة أفكار مسلطة كالسيف على عقول وأقلام مناهضة لتلك المشاريع وفاضحة لها ، في زمن بات استخدام القوة بشكلها القديم غير مجدي وكان لا بد من استحداث أسلوب جديد ، لتحقيق أجندات خارجية في المنطقة ، فلم يقتصر على إرسال حاملات الطائرات والدبابات والطائرات النفاثة لتفتك بالأبرياء حيث فشلت ، بل تعدى ذلك لتوجيه هذه القوة لاستهداف الأقلام والكتابات المناهضة لمشروع الاحتلال في فلسطين، حيث برزت عقول واعية بطبيعة هذا المشروع الخطير ، لتعكس ذلك التفكير في كتاباتها ومواقفها الجريئة المدافعة عن الحق والكاشفة للحقيقة.

حصار العقل والجسد الفلسطيني المتطلع لاسترداد الحقوق المسلوبة ، خير دليل على سلامة الطريق ، في الوقت الذي سرقت فيه عقول البعض لتوظف مع الصهاينة ، حتى باتت في سبات ، تتميز بعلاقات وفكر سياسي متحرك نحو الخلف ، فكر يمجد اليهود كتركيبة بشرية ، ومن هنا كان الدافع لشحذ أنفسنا ، لأننا لسنا راغبون بالموت الفكري ،بل نتطلع لعطاء ومجد في أرضنا من خلال الدفاع عن مقدساتنا ، وحتى لا يغيب العقل مرة ثانية في ممارسات الأنظمة العربية المتنافرة والمستبدة حاولت أن تضع هذا العقل في قمقم ختمت عليه بخاتم سليمان ، بفكر آسن يفوح برائحة العفن والارتباط الذي يقذف بأصحابه أكثر فأكثر في لجّة الضياع !

لا بد لنا من حسم مواقفنا وتحرير عقولنا من هذا الحصار الظالم ، لنعي جيداً حقيقة المواقف ، كي لا ننسى الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر ، ومن هنا تأتي قيمة الأقلام الصادحة بالوعي الفاعل ، لتحرك صمود وصحو ، وتكشف الحقائق ليتمكن المواطن الفلسطيني خصوصاً والعربي عموماً من امتلاك زمام أمره وقدراته لينتصر .

حصار قطاع غزة له مفهوم أوسع وأشمل ، وعلى الرغم من ذلك استطاعت جهود متعددة كسر هذا الحصار المفروض منذ ما يقارب الخمسة أعوام على مليون ونصف فلسطيني ، قوافل فك الحصار لم تتوقف ، وما كان لها أن تتوقف، بل تتزايد وتتنامى مع تنامي الوعي العربي بمركزية القضية الفلسطيني ، حيث عادت إلى برنامج يتبنى العمل وبقوة ، والأمر منوط بتنامي الصحوة الإسلامية ، ولا تزال منظمات ودول مختلفة منارة إذ أظلمت السبل ، فضربت التيه على البصائر ، وكسرت حصار المكان ، ومن مسيرات منددة إلى دعم مادي ومعنوي إلى قوافل وليس بآخر أسطول كبير لكسر الحصار ، يجابه الصهيونية الطاغية ، متحدياً جبروت آلة الدمار الصهيونية والفيتو الأمريكي ، لحشدوا إيمانهم وأجسادهم ، ويقاتلوا في سبيل نصرة القضية الفلسطينية .

وفي الوقت الذي تتضافر فيه الجهود وتتعاضد لكسر الحصار عن المكلومين في غزة ، إلى جانب أقلام ردت القضية لأصلها ، يعرفون الناس بمنهج الحق الضائع، والطريق القويم الغالب ،يظهر في المقابل طغمة تحاول تلويث ذلك بحصار من نوع آخر ، حصار القلم الحر الصادح بالحق ، وما اعتقال زوج الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر في خليل الرحمن ، سوى محاولة لثنيها عن التوقف عن الكتابة بمواقفها وتوجهاتها الجريئة والمعروفة .

وما من تهمة إلا وألصقوها بالكاتبة لمى خاطر ، من خلال الجرائد والمكنات الإعلامية المسيّسة ، فتارة هي حزبيِّة ، وأخرى رجعية ، وثالثة متناقضة نوما أشبه حال القلم المحاصر بفكر النير وهو يكتب من الضفة المحتلة بحال ، ما سطر قلم محمد صلى الله عليه وسلم حينما نزل عليه جبريل بنون والقلم وما يسطرون ، ليخرج العباد من ظلام الوثنية إلى نور التوحيد ،بلسان عربي بليغ ، وكما وصف الإمام الرباني ابن القيم –رحمه الله - : " فإذا أراد المؤمن الذي رزقه الله بصيرة في دينه، وفقهاً في سنة رسوله، وفهماً في كتابه وأراه ما الناس فيه: من الأهواء والبدع والضلالات، وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله وأصحابه. فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه وطعنهم عليه وازدرائهم به، وتنفير الناس عنه، وتحذيرهم منه كما كان سلفهم من الكفار يفعلونه مع متبوعة وإمامه -صلى الله عليه وسلم-، فأما إن دعاهم إلى ذلك، وقدح فيما هم عليه: فهناك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل وينصبون له الحبائل. ". فيصدق بالقلم الحر قبل أن ينسب ب الانتماء لعدالة القضية الفلسطينية وكشف المظلومية الواقعة على أهلنا في الضفة المحتلة .

ولذلك حين اتضحت الحقائق ، وانكشفت الفضائح ، وتمايزت الطرق ، وتعرف الناس على الحق القويم ، واشتد العود وقوي الساعد ، ضُربت محاولة الحصار من جديد في محاولة لاستئصال الأفكار من جذورها ، إلى أن ساق ذلك القلم الحر الصاعد بالتصور الإيماني والوعي السياسي المنسجم مع قدسية الأرض ، وبركتها في كتاب الله ، بدأت تظهر واضحة للأعيان ، رغم هتافات التخوين ، ومحاولات الإقصاء ، لا تزال تتمسك براية المقاومة الإسلامية ،في مرحلة قاسية ولكنها عذبة في نفس الوقت ، حين اشتدت المحنة بالكاتبة لمى خاطر ، زادت المنحة بالالتفات والتأييد والتضامن معها وزوجها الفاضل .

ولا يزال قلم كسر الحصار المفروض على الضفة المحتلة يستأنس بالله تعالى ، يسير في درب التمكين ، ليُخرس لهاث مسعور ، متهافت لعبادة أسياده في البيت الأبيض ، يلبس حذاء دايتون الأمريكي ، في خطى حثيثة لاستئصال المقاومة من جذوتها ، فضلاً عن لعق بقايا الخمر من على أيادي كهنة الهيكل ، لتظهر لنا الأخت لمى خاطر صبر استثنائي أمام هذه الحصار الضروس لتحرك الناس ، وتجدد للقضية عنوانها الأصيل : (لن تتنازل عن المواقف )،وسيسفر هذا الثبات بإذن الله عن نصر عظيم ، قوامه الصبر والثبات على المبادئ ،والتضحيات في وجه المتآمرين ،وحتى يرضخوا ويذعنوا ، فتقف أقلام كسر الحصار على أعتاب مرحلة جديدة ، صابرة مصابرة ، مواجهة للرياح العواصف ، ولا يهم ذلك كثيراً، فلا يضر الساحب نباح الكلاب ، ومسيرة تلكم الأقلام طاهرة بالأصالة ، والمضي سريعاً نحو الهدف المنشود ، تخليص الضفة من براثن الفلسطينيون الجدد ، والتحرر من الاحتلال ، وجرّ المتآمرين مع الاحتلال لواقع جديد ، وهي لا تكميم للأفواه، في مهمة قاسية وشاقة لعلها تكون عنوان المرحلة المقبلة في فلسطين .

يا أقلام كسر الحصار ، لن يتركم الله أعمالكم ، ولا يضرنكم طعنات الإخوة والأدعياء من الخلف ، ولا من خذلكم أو خالفكم ، وسيروا على ذات الطريق ولا تنحرفوا عن الجادة ، وواصلوا الزرع حتى تحصدوا ثمار غراسكم .

الثلاثاء، 25 مايو 2010

جسدي هنا ، لكنَّ روحي هناك ..

نزف قلم : صهيب الحسن
25-05-2010, 14:36

جدران عازلة، أسلاك شائكة،
أبراج مراقبة، أسلحة رشاشة، بوارج عائمة..
دبابات قائمة، طائرات نفاثة هائمة..
حصار،
الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

أبحث عن زهرتي الضائعة ..
إذا وجدتموها أعيدوني إليها..
كم أرغب بمعانقتها والسجود عليها..
النوم في حضن أزقتها الدافئة ..
أشكو إلي جدرانها همومي وأحزاني ..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

يا ليتني حجر من جدرانها العتيقة..
نسمة هواء تسبح في أجوائها..
ورقة في أشجارها المغروسة بأرضها..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

روحي تسبح في كل مكان فيها..
تبحث عن أمجاد صلاح وعز الدين ..
تحتضن المكان الذي صلى فيه الرسول..
إمامًا للأنبياء وقائداً للصحابة العدول ..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

كم أشتاق لمرآها..
أحنُّ إلى عبق أريجها المنتشر في كل ذرة تراب فيها..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

أضع يدي على جبيني التي طالما سجدت لباريها ،
على أرضها وصاحت أيا عرب أعيدوها..
أيا أحفاد صلاح وعز الدين أغيثوها..
جنود القسام الميامين ،
بالدماء، بالرصاص، بالصواريخ، بالأحزمة الناسفة..
مهدِّوا لنا الطريق إليها ..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

متى سنسير إليها بحرية ، ونرتدي من أجلها الكوفية ..
طرزي ثوب القدس يا أمي ، لتحرير الأقصى زغردي ..
يارب فرج همِّي ، وانصر قومي ..


رايات أحمد تخفق عالية ، على أسوارها ومآذنها بادية..
هذا وعد الإله في كتابه ، نصرك اللهم الذي وعدت ..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..