مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الخميس، 27 مايو 2010

أقلام كسر الحصار 
 


صهيب الحسن
2010 - 05 - 27

إن الخطر الداهم على الشعب الفلسطيني، ليس محاصرة قطاع غزة فحسب، لانتزاع المواقف والالتفات على الحقوق والثوابت، بل يهدف لمحاصرة العقل والوعي بالدرجة الأولى ، مما يستوجب منا التكاتف والتماسك ومحاسبة الذهن من أجل وعي أبعاد هذه المؤامرة الرهيبة ، والتي تنفذها إسرائيل بدقة متناهية في الضفة المحتلة وقطاع غزة ، ومن هنا تبدو المسئولية واضحة أمام الجميع لحماية العقل العربي ، والتصدي بالحسم ، ودحض مقولة أننا شعب لا يقرأ ، وحتى لا نتميز بالنسيان يجب التمعن فيما تكتبه الأقلام الرامية لفضح هذه المؤامرة ، حتى لا نسمح لشرذمة وطغمة فاسدة بالعبث بمقدراتنا وقيمنا وأرضنا وعرضنا وتراثنا ، والإشكالات السياسية التي لطخت بألوانها معظم المواقف التي يجب أن تكون حاسمة بحيث نسيت أقدام المنتعلة حذاء دايتون الأرصفة التي تقف عليها ، حتى تمادت وأمعنت في مشاركة إسرائيل حصارها العقلي والأمني والاقتصادي ، وما يجري في الضفة من ملاحقات ومضايقات خير دليل على ذلك ، وبدأنا نلمس شرطة أفكار مسلطة كالسيف على عقول وأقلام مناهضة لتلك المشاريع وفاضحة لها ، في زمن بات استخدام القوة بشكلها القديم غير مجدي وكان لا بد من استحداث أسلوب جديد ، لتحقيق أجندات خارجية في المنطقة ، فلم يقتصر على إرسال حاملات الطائرات والدبابات والطائرات النفاثة لتفتك بالأبرياء حيث فشلت ، بل تعدى ذلك لتوجيه هذه القوة لاستهداف الأقلام والكتابات المناهضة لمشروع الاحتلال في فلسطين، حيث برزت عقول واعية بطبيعة هذا المشروع الخطير ، لتعكس ذلك التفكير في كتاباتها ومواقفها الجريئة المدافعة عن الحق والكاشفة للحقيقة.

حصار العقل والجسد الفلسطيني المتطلع لاسترداد الحقوق المسلوبة ، خير دليل على سلامة الطريق ، في الوقت الذي سرقت فيه عقول البعض لتوظف مع الصهاينة ، حتى باتت في سبات ، تتميز بعلاقات وفكر سياسي متحرك نحو الخلف ، فكر يمجد اليهود كتركيبة بشرية ، ومن هنا كان الدافع لشحذ أنفسنا ، لأننا لسنا راغبون بالموت الفكري ،بل نتطلع لعطاء ومجد في أرضنا من خلال الدفاع عن مقدساتنا ، وحتى لا يغيب العقل مرة ثانية في ممارسات الأنظمة العربية المتنافرة والمستبدة حاولت أن تضع هذا العقل في قمقم ختمت عليه بخاتم سليمان ، بفكر آسن يفوح برائحة العفن والارتباط الذي يقذف بأصحابه أكثر فأكثر في لجّة الضياع !

لا بد لنا من حسم مواقفنا وتحرير عقولنا من هذا الحصار الظالم ، لنعي جيداً حقيقة المواقف ، كي لا ننسى الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر ، ومن هنا تأتي قيمة الأقلام الصادحة بالوعي الفاعل ، لتحرك صمود وصحو ، وتكشف الحقائق ليتمكن المواطن الفلسطيني خصوصاً والعربي عموماً من امتلاك زمام أمره وقدراته لينتصر .

حصار قطاع غزة له مفهوم أوسع وأشمل ، وعلى الرغم من ذلك استطاعت جهود متعددة كسر هذا الحصار المفروض منذ ما يقارب الخمسة أعوام على مليون ونصف فلسطيني ، قوافل فك الحصار لم تتوقف ، وما كان لها أن تتوقف، بل تتزايد وتتنامى مع تنامي الوعي العربي بمركزية القضية الفلسطيني ، حيث عادت إلى برنامج يتبنى العمل وبقوة ، والأمر منوط بتنامي الصحوة الإسلامية ، ولا تزال منظمات ودول مختلفة منارة إذ أظلمت السبل ، فضربت التيه على البصائر ، وكسرت حصار المكان ، ومن مسيرات منددة إلى دعم مادي ومعنوي إلى قوافل وليس بآخر أسطول كبير لكسر الحصار ، يجابه الصهيونية الطاغية ، متحدياً جبروت آلة الدمار الصهيونية والفيتو الأمريكي ، لحشدوا إيمانهم وأجسادهم ، ويقاتلوا في سبيل نصرة القضية الفلسطينية .

وفي الوقت الذي تتضافر فيه الجهود وتتعاضد لكسر الحصار عن المكلومين في غزة ، إلى جانب أقلام ردت القضية لأصلها ، يعرفون الناس بمنهج الحق الضائع، والطريق القويم الغالب ،يظهر في المقابل طغمة تحاول تلويث ذلك بحصار من نوع آخر ، حصار القلم الحر الصادح بالحق ، وما اعتقال زوج الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر في خليل الرحمن ، سوى محاولة لثنيها عن التوقف عن الكتابة بمواقفها وتوجهاتها الجريئة والمعروفة .

وما من تهمة إلا وألصقوها بالكاتبة لمى خاطر ، من خلال الجرائد والمكنات الإعلامية المسيّسة ، فتارة هي حزبيِّة ، وأخرى رجعية ، وثالثة متناقضة نوما أشبه حال القلم المحاصر بفكر النير وهو يكتب من الضفة المحتلة بحال ، ما سطر قلم محمد صلى الله عليه وسلم حينما نزل عليه جبريل بنون والقلم وما يسطرون ، ليخرج العباد من ظلام الوثنية إلى نور التوحيد ،بلسان عربي بليغ ، وكما وصف الإمام الرباني ابن القيم –رحمه الله - : " فإذا أراد المؤمن الذي رزقه الله بصيرة في دينه، وفقهاً في سنة رسوله، وفهماً في كتابه وأراه ما الناس فيه: من الأهواء والبدع والضلالات، وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله وأصحابه. فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه وطعنهم عليه وازدرائهم به، وتنفير الناس عنه، وتحذيرهم منه كما كان سلفهم من الكفار يفعلونه مع متبوعة وإمامه -صلى الله عليه وسلم-، فأما إن دعاهم إلى ذلك، وقدح فيما هم عليه: فهناك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل وينصبون له الحبائل. ". فيصدق بالقلم الحر قبل أن ينسب ب الانتماء لعدالة القضية الفلسطينية وكشف المظلومية الواقعة على أهلنا في الضفة المحتلة .

ولذلك حين اتضحت الحقائق ، وانكشفت الفضائح ، وتمايزت الطرق ، وتعرف الناس على الحق القويم ، واشتد العود وقوي الساعد ، ضُربت محاولة الحصار من جديد في محاولة لاستئصال الأفكار من جذورها ، إلى أن ساق ذلك القلم الحر الصاعد بالتصور الإيماني والوعي السياسي المنسجم مع قدسية الأرض ، وبركتها في كتاب الله ، بدأت تظهر واضحة للأعيان ، رغم هتافات التخوين ، ومحاولات الإقصاء ، لا تزال تتمسك براية المقاومة الإسلامية ،في مرحلة قاسية ولكنها عذبة في نفس الوقت ، حين اشتدت المحنة بالكاتبة لمى خاطر ، زادت المنحة بالالتفات والتأييد والتضامن معها وزوجها الفاضل .

ولا يزال قلم كسر الحصار المفروض على الضفة المحتلة يستأنس بالله تعالى ، يسير في درب التمكين ، ليُخرس لهاث مسعور ، متهافت لعبادة أسياده في البيت الأبيض ، يلبس حذاء دايتون الأمريكي ، في خطى حثيثة لاستئصال المقاومة من جذوتها ، فضلاً عن لعق بقايا الخمر من على أيادي كهنة الهيكل ، لتظهر لنا الأخت لمى خاطر صبر استثنائي أمام هذه الحصار الضروس لتحرك الناس ، وتجدد للقضية عنوانها الأصيل : (لن تتنازل عن المواقف )،وسيسفر هذا الثبات بإذن الله عن نصر عظيم ، قوامه الصبر والثبات على المبادئ ،والتضحيات في وجه المتآمرين ،وحتى يرضخوا ويذعنوا ، فتقف أقلام كسر الحصار على أعتاب مرحلة جديدة ، صابرة مصابرة ، مواجهة للرياح العواصف ، ولا يهم ذلك كثيراً، فلا يضر الساحب نباح الكلاب ، ومسيرة تلكم الأقلام طاهرة بالأصالة ، والمضي سريعاً نحو الهدف المنشود ، تخليص الضفة من براثن الفلسطينيون الجدد ، والتحرر من الاحتلال ، وجرّ المتآمرين مع الاحتلال لواقع جديد ، وهي لا تكميم للأفواه، في مهمة قاسية وشاقة لعلها تكون عنوان المرحلة المقبلة في فلسطين .

يا أقلام كسر الحصار ، لن يتركم الله أعمالكم ، ولا يضرنكم طعنات الإخوة والأدعياء من الخلف ، ولا من خذلكم أو خالفكم ، وسيروا على ذات الطريق ولا تنحرفوا عن الجادة ، وواصلوا الزرع حتى تحصدوا ثمار غراسكم .

الثلاثاء، 25 مايو 2010

جسدي هنا ، لكنَّ روحي هناك ..

نزف قلم : صهيب الحسن
25-05-2010, 14:36

جدران عازلة، أسلاك شائكة،
أبراج مراقبة، أسلحة رشاشة، بوارج عائمة..
دبابات قائمة، طائرات نفاثة هائمة..
حصار،
الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

أبحث عن زهرتي الضائعة ..
إذا وجدتموها أعيدوني إليها..
كم أرغب بمعانقتها والسجود عليها..
النوم في حضن أزقتها الدافئة ..
أشكو إلي جدرانها همومي وأحزاني ..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

يا ليتني حجر من جدرانها العتيقة..
نسمة هواء تسبح في أجوائها..
ورقة في أشجارها المغروسة بأرضها..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

روحي تسبح في كل مكان فيها..
تبحث عن أمجاد صلاح وعز الدين ..
تحتضن المكان الذي صلى فيه الرسول..
إمامًا للأنبياء وقائداً للصحابة العدول ..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

كم أشتاق لمرآها..
أحنُّ إلى عبق أريجها المنتشر في كل ذرة تراب فيها..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

أضع يدي على جبيني التي طالما سجدت لباريها ،
على أرضها وصاحت أيا عرب أعيدوها..
أيا أحفاد صلاح وعز الدين أغيثوها..
جنود القسام الميامين ،
بالدماء، بالرصاص، بالصواريخ، بالأحزمة الناسفة..
مهدِّوا لنا الطريق إليها ..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..

متى سنسير إليها بحرية ، ونرتدي من أجلها الكوفية ..
طرزي ثوب القدس يا أمي ، لتحرير الأقصى زغردي ..
يارب فرج همِّي ، وانصر قومي ..


رايات أحمد تخفق عالية ، على أسوارها ومآذنها بادية..
هذا وعد الإله في كتابه ، نصرك اللهم الذي وعدت ..

الجسد هنا ، لكنَّ الروح تسبح هناك ..


خاطرة تضامناً مع لمى خاطر !


بقلم /صهيب الحسن
25-05-2010, 22:27


لا نملك سوى كلمات ، نُسَرّي بها عن أنفسنا إذ انقطعت، نلوذ بها إذا بلغت الحناجر الحلقوم ، في الوقت الذي يعلو فيه سفهاء القوم ، كلمات ما أنفكت تلامس أسماعهم ، لكنها يوماً لم تلامس صحوة المستمع ، في زمن لا مجيب لمن تنادي ، حتى أصبح المجيب هو ذاته من ينادي !

لمى خاطر ، لا يضركم من غمز في إيمانكم ، واختطف زوجكم ، لربما يتواتر عليكم الارذلون لابتزاز كلماتكم ، حقاً لا ندري أختنا ربما هذا من ضعف لقوتنا وقيلة حيلتنا ، إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى قريب ملكته أمرنا ، لكن الذي نجزم به أن تواتر نهيقهم في صعيد واحد انما يدل على مسخ فعالهم ، وتياسة عقولهم ، هذه حقيقة بديهية مفادها أن عظمة ما يكتبه القلم وهيبته قد أضعف أهواءهم ، في توجه جديد ، يضرب بجرثومته ليمتد ويشتد ، حتى صار يُظهـِر من ضروب الهرج والمرج والنشوة المصطنعة ما يسئ إليه !

أختنا الكريمة ، هذا ليس عمل فردي ، لا يقتصر على الفبركة والتدليس في وضح النهار ، وعلى رؤوس الأشهاد، انما هذا زمان يخون فيه الأمين ويصدق فيه الكاذب ، زمان الرويبضة أختاه ، والله إننا لنحزن لهذا الحال والمآل ، والأمر ليس بالبساطة التي يحاول البعض اختزالها ، وهو ليس محكوماً برجاحة العقل وعدل المنطق ، انما هي وقفة تضامن ليس إلا ، حتى لا نستعيض عن مدادكم وتراثنا ورباطنا معكم ، ولا بد لنا في هذا المقام من المقال بتذكير شديد لتلك العقول النشاز ، ليس الأمر مجرد تصفية حسابات ، فوالله الذي يشهد علينا إننا لن ننسى سفاهة فعالكم وتصرفاتكم الرعناء .

والله يا اختنا ليس من خاتمة نكتبها لكم في هذه الكلمات التي تفوق روعة وقوة توجهاتكم الحرَّة ، علنا نقتدي ونمشي على خطاها ، لكن حمداً لله الذي جعلنا وإياكم على هذا الجانب والاتجاه من الطريق ، عسانا وإياكم على سفح الجبل ،بينما انحدر عنه آخرون !


ستبقى كلماتكم شظايا تتناثر لتفجر صروح رويبضة الزمان أشلاء، ولا يغرنكم تخبط الذين كفروا في البلاد ، فمردهم مهما تجبروا وطغوا ان تدور عليهم الدائرة ، وستكون العاقبة للمتقين ، فهذه بلاد مقدسة .

الاثنين، 24 مايو 2010

يا فياض متى استعبدتم شقائق رجال ولدتهم أمهاتهم أحرارا !

صهيب الحسن /غزة
24-05-2010, 00:59

تمارس سلطة فتح رجعية من نوع آخر ، إلى جانب ما تمارسه تجاه أبناء الحركة الإسلامية في الضفة المحتلة ، بحيث تحاول النيل من شخصية المرأة ، في الوقت الذي استكمل الإسلام شخصيتها ، وأعطاها كافة الحقوق التي تناسب فطرتها ، إلا أنها لا زالت تتعرض لمظالم لا حصر لها ، يبدو أن هذه المظالم تتزايد كلما برز دور المرأة الفلسطينية المناهض للسياسات المتماهية مع المشاريع الصهيونية والأمريكية .

في الوقت الذي تحارب فيه المرأة المسلمة ، في واقع مزري ودور هامشي ، من خلال محاصرتها بشتى الوسائل ،فضلاً عن تجهيلها ، ومنعها من الانضمام لموكب البناء يداً بيد ضمن إستراتيجية واضحة المعالم لاسترداد الحقوق الفلسطينية المسلوبة .

تمارس مكنة فتح الإعلامية حملة شعواء ، لتغييب الوعي بطبيعة دور المرأة الفلسطينية الريادي ، والتي كان آخرها اعتقال زوج الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر ، في محاولة للوي الذراع ، بسياسة ملتوية رعناء ، الهدف منها واضح ،بالإضافة لما يتم نشره بواسطة عقليات متناقضة وشخصيات فتحاوية بارزة في صحف رداً على ما تكتبه الأخت لمى خاطر ،من كلام قاسي جاهل يؤذي مشاعر شقائق الرجال وينفر الجميع ويخلط الحقائق ويزور الوقائع !

بات العمل السياسي واجب شرعي لا ينفك احد من الناس أما على وجه العينية أو على وجه الكفائية ، والكفاح الدامي الذي خاضه الفلسطينيون ضد طغاة العصر الحديث ، كانت ولا زالت المرأة إلى جانب الرجل ، تتمتع برؤية إسلامية وأهلية سياسية في مستوياتها المختلفة ، وهذا أيضا يقتضيها أن تكون في ثقافتها واهتمامها بشؤون القضية الفلسطينية على المستوى الذي تحسن فيه أداء تلك الشؤون ومتابعتها وتعرف ما فيها من خطأ وصواب ، على الأقل هذا ما تقتضيه الديمقراطية وحرية التعبير وكشف المشاريع المناهضة للشعب الفلسطيني ، الرامية للالتفات على ثوابته وحقوقه .

وإننا إذ نتساءل عن هذا الدور المشبوه الذي تمارسه سلطة فتح ، في الوقت الذي يحصل فيه التغيير على يد المقاومة ،في واقع القضية الفلسطينية ، والذي حارت في فهمه عقول السياسة والقادة ، بل عجزت الحرب الصهيونية عن القضاء عليه بقوة السلاح ، هذا التغيير الذي لم يكن سيطرة واكتساح بل تغيير عدل وانفتاح ارتضى على أساسه الشعب الفلسطيني ، والذي اختاره عبر صناديق الاقتراع ليقبل تمثيله بالأغلبية في الانتخابات !

هل ورق اللعب انتهت لدى سلطة فتح لتحاول تضييق الخناق على دور المرأة ، وملاحقة كتابتها السياسية ، الكاشفة للمؤامرات الواضحات في الأفق ، التي تهدف لتمرير مصالح شخصية بالدرجة الأولى ، على حساب حقوق شعب بأكمله ، فيما يواصل عباس وفريقه خوض مفاوضات غير مباشرة هزيلة ، أثبتت التجارب فشلها الذريع في إحداث تقدم على مستوى المسألة الفلسطينية ، لتأتي الآن وفي هذا الوقت بالذات ، تقوم بتوجيه المكنة الإعلامية والأمنية لتطال قلم الكاتبة لمى خاطر الحر ، ومهاجمتها بهذه الطريقة التي عكست انكشاف هذا النهج الهزيل ، فضلاً عن تعرية المواقف ، وفضح الممارسات والجرائم وحملات الاختطاف والاعتقال وإغلاق المؤسسات التي تجري على قدم وساق في
الضفة المحتلة .

لن تنجح كل المحاولات الرامية لنزع العمل التقدمي من اجل فلسطين ، أو تسحب حبر قلم مناهض للاحتلال وأعوانه ،في الوقت الذي تدعي فيه تلك السلطة عبر وسائلها الإعلامية ، أنها تبني دولة القانون وتكافح الجريمة ، وتخفي عار تنسيقها مع قوات الاحتلال ، اليوم تعتقل أجهزة امن السلطة زوج الكاتبة لمى خاطر لمحاولة ثنيها عن مواصلة الكتابة بمواقفها الجريئة المعهودة ، والتي دأبت في كتابتها أن تطرح توجهات عامة لا تقتضي بالضرورة الدفاع عن المواقف الحمساوية ، بل هي تمس واقع جريمة لا يمكن أن تغتفر إذا ما تم السكوت عنها ، وهذه فرصة لنوجه كلمة لأجهزة امن السلطة ولسلطة فتح في الضفة المحتلة ، بان محاولاتكم ستفشل بإذن الله ، ونحن هنا وفي كل مكان لا تزال أقلامنا حرة ، تفضح أعمالكم وجرائمكم وتغطيتكم الإعلامية الرخيصة !

السبت، 22 مايو 2010

حزن عميق 



22-05-2010, 02:56
إني ليحزنني فراقكم يا رفاقي، غيابكم ورحيلكم بعيداً، أخذتم معكم مفاتيح الحياة، والله إن دموعي لا زالت تمطر منذ ارتحالكم عن هذه الدنيا، تركتموني أعاني ظلام القهر، معاناة الوحدة، الشوق..
أتعبتم عيني بالرحيل، ودعتكم بدمعات العيون، رأيتكم راحلين ولن تعودوا، صحت أيا صحبي خذوني، فلست أطيق عيشاً لا أراكم، آهات الأناشيد تقطع وجداني، لا زلت في بداية الطريق، نهايته ليست معلومة، ليتني اختصرها !
يا الله ..
أذكر .. وسحقاً لهذه الذاكرة المليئة بالأحزان ..طالما هي موجودة فلن أنعم بالراحة حتى أبلغ العنان..
ذكراكم .. محفورة في الوجدان يا نسائم الخلّان..
رحمكم الله .. وأسأل الله أن يرحم شوقي لكم معكم..
حسبي أنها سنن الكون الإلهية..لا خير فينا إن لم نغتنمها..
متى سنفيق من غفلتنا ..ضعفنا ..
متى سترحلين يا حياة عنا.. متى ستتركين شملنا يجتمع ..
ليتني ما كتبت هذه المذكرات ..
ما الذي يفعله الموت ليحمل المغادرين على الرحيل ..؟!!
ما الذي يغريهم به ليذهبوا هكذا ؟؟
هل كل الذين يفكرون في الرحيل يخونون حلما للشهادة تعاهدنا عليه..؟
الموت لا يكف عن استدراج من نحب..والحياة تمنعنا من اللحاق بمن نحب !
حسبي أن قسطي من زمن الوجود سيزول يوماً..
أحيانا أجنح إلى البحث واللحاق بمن أحب، ..
هذا ما أفكر فيه كلما فكرت فيمن فقدت، أو حتى فيمن سأفقد.. !
يا من تسكن في روحي..لا تمت ..لا زالت تنطق بك جروحي..
هي الأمور تأتي أحيانا على غير ما نتوقع..
لا تظنّوا أن هذه تنهيدة ، فالتنهيدة ليست إلا تنفس بشكل مبالغ فيه ، أما أنا فإني أختنق .. ليس إلا !

اعذروني على الإطالة فلم يكن لدي متسع من الوقت للاختصار..!

المدينة الضائعة!


22-05-2010

منذ زمن قريب بعيد سطا لصوص المدينة أحفاد بني قريظة على زهرة الشرق العتيقة ..
خاطفي المدينة طلبوا فدية من أهاليها ذوي السليقة..
عبارة عن نزع صفة "الأهالي "والتنازل عن " المقدسات الغوالي " وتهويدها إلى " الكُنُس والكباري "..
وإلا ..
سيشنقوها بأمعاء أمتنا الغليظة، وسيحرقوها بأعواد ثقاب مصانعنا العريقة ..
حين لا ندري هل نحزن لذلك أم لا،  فذلك هو أقصى ما نملك، فيأتي الاحتلال...
يأتي ليغسل عقولنا، إن وجدها ، ويجعلها ناصعة البياض، خالية الوفاض..!
ثم ننشرها .. على حبال الفضائيات.. لتذهب عنها رجس ما تبقى فيها من ذرات التفكير وتطهرها تطهيرا..!
أليس هذا واقع أمتنا العريقة !
قال عليه الصلاة والسلام:
" أمتي أمة مرحومة ، ليس عليها عذاب في الآخرة ، عذابها في الدنيا الفتن و الزلازل و القتل" . حديث صحيح
عذابها فتنة الميلودي والروتانا والبانوراما والدراما ولعبة الداما!
من يتحكم بمن ..هل نتحكم بالريموت كنترول ..أم كنترول الريموت من يتحكم بنا!
كنترول صناعة الفتن الزائفة .. والقصص الفارهة ..والمسلسلات الهابطة ..والأفلام الساقطة !
أم كنترول التنشئة الرديئة .. والعائلة الدنيئة ..والأخ/ت الرفيقة !
أمة البادية مزقتها الثياب البالية ، اللاهثة وراء الموضا الغالية ..
جينز ، قصة شعر وذقن مارينز!
قوام ممشوق، بالعار مشنوق، بالذل منقوش ..
" و إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم " ...
النصر هنا نصران ..
الأول/
-نصر الفرد /الجميع ..
نصر الواحد الذي مات فانتصر و لم ينتصر قومه من بعده لمّا الثعلب فات !
لماذا نبحث عن صلاح الدين .. اين هو ..متى سيأتي ..
صلاح الدين يجب أن يكون في كل واحد فينا ..
لماذا لا تحاول/ي أن تكون/ي صلاح الدين ..
نصر رجال خلف صلاح الدين ..أم هزيمة رجال خلف فساد الدين ..؟
رجال سيماهم في وجوههم من أثر السجود ..أم سيماهم في بطونهم من أثر السمنة والقعود ..؟!
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "
الثاني /
- نصر الالتزام باركان الاسلام /الايمان /والعبادات المفروضة أين نحن منها في الميزان ؟!
لعمري إن هذا لهو النصر الأصعب !
قيل للفضيل بن عياض : "
هل بقي من ينصح ؟!
فقال :
و هل بقي من يقبل ؟!! "
لربما أنا أحوج منكم للنصيحة ، ولكن لا ضير مما يغذي القريحة ، بكلمات الحزن الذبيحة!
كلام بليغ .. لكائن حي أرجو أن يعرف مبلغه ... من الهم قبل أن يعرف مبلغه من العلم ... و أحسبه كذلك ..
ستبقى المدينة ضائعة طالما نفوسنا تائهة عن الحق ساكتة !


السبت، 15 مايو 2010

في ذكرى النكبة : ما الذي تغير بعد 62 عاماً ؟


صهيب الحسن /غزة
15-05-2010

باتت لدينا محصلة وافرة من التجارب المريرة منذ وعد بلفور ، ما يكفي لتولد قناعات كاملة حول ضرورة الاعتماد على قوانا الذاتية أولاً ، والتعاطي مع الكيان الصهيوني من موقع قوة الصاروخ والعملية الاستشهادية ثانياً ، لا من موقع التفاوض المباشر أو غير المباشر مع الكيان ، كي يتفضل علينا بشفقة العطف ليعطينا الفتات القليل ، فيما يسرق أراضينا ويهود مقدساتنا ، في عداء تاريخي مقدس تجاه أمتنا الإسلامية والعربية الغارقة في التفكك والانهيار .

قام الكيان الصهيوني على فرض الأمر الواقع على العرب ، هذا الواقع هو الذي دفع أمريكا لتقف إلى جانب الكيان ، وربط أمنها بها ، وحمايتها وتوفير الغطاء والدعم الاستراتيجي والعسكري والاقتصادي ، فيما يغرق العرب بمواقف انهزامية بنظمه ومؤسساته وفئاته الحاكمة ، التي لا تزال تعجز حتى اللحظة عن تشكيل قاعدة اجتماعية وراء برنامجها العام ، فيما نجح الكيان الصهيوني في تحقيق ذلك منذ بداية وجوده في فلسطين ، في أزمة تاريخية تعيشها الحركة السياسية العربية تقتصر على الشجب والاستنكار وتكتفي بالدفاع وإطلاق حمائم السلام التي يقتنصها الكيان ليرديها قتيلة في كل مرة تطير فيها !

في الوقت الذي يوظف فيه الصهاينة رؤاهم التلمودية الطوباوية المعادية لحركة التاريخ والمناقضة له ، عن طريق العنف والعلاقات المصلحية والتعاضدية مع الإمبريالية من أجل السعي لكسب المزيد من الوقت ، وتهويد المقدسات وسرقة الأراضي ، وتوسيع رقعة الاستيطان ، يوظف العرب وبعض الأطراف الفلسطينية نظرتهم الرجعية التخاذلية المستندة على الانبطاح على بلاط العدو في الحرص على المكاسب والمصالح الشخصية البحتة،والسعي لسلام الذئب مع الغنم ، والتنازل عن القضايا المصيرية والثوابت الوطنية ،متجاهلين ومنكرين إرادة الشعب الفلسطيني ومستنكرين لخيار المقاومة ، هذا الشعب الذي تم طرده من وطنه ، والذي لا زال يرزح في الشتات على أمل العودة منذ أكثر من 62 عاماً.

نتألم لذكرى النكبة منذ 62 عاماً ، ولكننا لم نعد نراوح مكاننا ، فالمقاومة الفلسطينية قد كسرت شوكة الإمبراطورية الإسرائيلية التي تمتد من النيل إلى الفرات بإخراج المحتل من قطاع غزة بإرادة صاروخ المقاومة ، وانتصرت في معركة اعتبرت هي الأولى في نضال الشعب الفلسطيني ، واستطاعت أن تفعل ما لم تفعله جيوش عربية بأكملها تمتلك منظومة عسكرية وإستراتيجية ومادية متكاملة ، ولكن بإرادة وصمود الشعب الفلسطيني كل ذلك كان كفيل لدحر الجيش الذي قيل انه لا يقهر !

استطاع فلسطينيو الشتات لملمة جراحاتهم وتمساكوا ليشكلوا قوة ممانعة فريدة من نوعها ، على رأسها قيادة المكتب السياسي لحركة حماس والتي باتت تشكل ثقلاً لا يستهان به ، ودعوة لعدم تجاهل هذا الدور الذي يمثل الرأي العربي والإسلامي ، والذي استطاع أن يحقق ما لم تستطع منظمات ومؤسسات وحركات وأحزاب تحقيقه في غضون أعوام عديدة ،فتغير التطلع التركي نحو القضية الفلسطينية ، وبوادر الاستيقاظ للمارد العثماني تظهر بشكل تدريجي ، من خلال دعم صمود الشعب الفلسطيني ، ورفض الظلم والغطرسة الواقع عليه تحت جبروت الآلة العسكرية الصهيونية .

إرادة فلسطيني الشتات اليوم في الخارج أقوى من أي وقت مضى ، وهي تستطيع أن تفرض نفسها وبقوة ، وبذلك لا يمكن شطب حق العودة من قائمة الثوابت في مفاوضات هزيلة لا تسمن ولا تغني من جوع ، ففلسطين قد بلغت من العمر عتياً وهي بحاجة لتوالد منظومة جديدة تشمل كافة جبهات النضال الداعية للتحرر من براثن الاحتلال والتبعية العمياء لامريكا ، على قاعدة الثوابت واسترداد الحقوق بالقوة ، وفرض واقع جديد على غرار واقع الكيان المفروض منذ أمد بعيد.