مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الاثنين، 24 مايو 2010

يا فياض متى استعبدتم شقائق رجال ولدتهم أمهاتهم أحرارا !

صهيب الحسن /غزة
24-05-2010, 00:59

تمارس سلطة فتح رجعية من نوع آخر ، إلى جانب ما تمارسه تجاه أبناء الحركة الإسلامية في الضفة المحتلة ، بحيث تحاول النيل من شخصية المرأة ، في الوقت الذي استكمل الإسلام شخصيتها ، وأعطاها كافة الحقوق التي تناسب فطرتها ، إلا أنها لا زالت تتعرض لمظالم لا حصر لها ، يبدو أن هذه المظالم تتزايد كلما برز دور المرأة الفلسطينية المناهض للسياسات المتماهية مع المشاريع الصهيونية والأمريكية .

في الوقت الذي تحارب فيه المرأة المسلمة ، في واقع مزري ودور هامشي ، من خلال محاصرتها بشتى الوسائل ،فضلاً عن تجهيلها ، ومنعها من الانضمام لموكب البناء يداً بيد ضمن إستراتيجية واضحة المعالم لاسترداد الحقوق الفلسطينية المسلوبة .

تمارس مكنة فتح الإعلامية حملة شعواء ، لتغييب الوعي بطبيعة دور المرأة الفلسطينية الريادي ، والتي كان آخرها اعتقال زوج الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر ، في محاولة للوي الذراع ، بسياسة ملتوية رعناء ، الهدف منها واضح ،بالإضافة لما يتم نشره بواسطة عقليات متناقضة وشخصيات فتحاوية بارزة في صحف رداً على ما تكتبه الأخت لمى خاطر ،من كلام قاسي جاهل يؤذي مشاعر شقائق الرجال وينفر الجميع ويخلط الحقائق ويزور الوقائع !

بات العمل السياسي واجب شرعي لا ينفك احد من الناس أما على وجه العينية أو على وجه الكفائية ، والكفاح الدامي الذي خاضه الفلسطينيون ضد طغاة العصر الحديث ، كانت ولا زالت المرأة إلى جانب الرجل ، تتمتع برؤية إسلامية وأهلية سياسية في مستوياتها المختلفة ، وهذا أيضا يقتضيها أن تكون في ثقافتها واهتمامها بشؤون القضية الفلسطينية على المستوى الذي تحسن فيه أداء تلك الشؤون ومتابعتها وتعرف ما فيها من خطأ وصواب ، على الأقل هذا ما تقتضيه الديمقراطية وحرية التعبير وكشف المشاريع المناهضة للشعب الفلسطيني ، الرامية للالتفات على ثوابته وحقوقه .

وإننا إذ نتساءل عن هذا الدور المشبوه الذي تمارسه سلطة فتح ، في الوقت الذي يحصل فيه التغيير على يد المقاومة ،في واقع القضية الفلسطينية ، والذي حارت في فهمه عقول السياسة والقادة ، بل عجزت الحرب الصهيونية عن القضاء عليه بقوة السلاح ، هذا التغيير الذي لم يكن سيطرة واكتساح بل تغيير عدل وانفتاح ارتضى على أساسه الشعب الفلسطيني ، والذي اختاره عبر صناديق الاقتراع ليقبل تمثيله بالأغلبية في الانتخابات !

هل ورق اللعب انتهت لدى سلطة فتح لتحاول تضييق الخناق على دور المرأة ، وملاحقة كتابتها السياسية ، الكاشفة للمؤامرات الواضحات في الأفق ، التي تهدف لتمرير مصالح شخصية بالدرجة الأولى ، على حساب حقوق شعب بأكمله ، فيما يواصل عباس وفريقه خوض مفاوضات غير مباشرة هزيلة ، أثبتت التجارب فشلها الذريع في إحداث تقدم على مستوى المسألة الفلسطينية ، لتأتي الآن وفي هذا الوقت بالذات ، تقوم بتوجيه المكنة الإعلامية والأمنية لتطال قلم الكاتبة لمى خاطر الحر ، ومهاجمتها بهذه الطريقة التي عكست انكشاف هذا النهج الهزيل ، فضلاً عن تعرية المواقف ، وفضح الممارسات والجرائم وحملات الاختطاف والاعتقال وإغلاق المؤسسات التي تجري على قدم وساق في
الضفة المحتلة .

لن تنجح كل المحاولات الرامية لنزع العمل التقدمي من اجل فلسطين ، أو تسحب حبر قلم مناهض للاحتلال وأعوانه ،في الوقت الذي تدعي فيه تلك السلطة عبر وسائلها الإعلامية ، أنها تبني دولة القانون وتكافح الجريمة ، وتخفي عار تنسيقها مع قوات الاحتلال ، اليوم تعتقل أجهزة امن السلطة زوج الكاتبة لمى خاطر لمحاولة ثنيها عن مواصلة الكتابة بمواقفها الجريئة المعهودة ، والتي دأبت في كتابتها أن تطرح توجهات عامة لا تقتضي بالضرورة الدفاع عن المواقف الحمساوية ، بل هي تمس واقع جريمة لا يمكن أن تغتفر إذا ما تم السكوت عنها ، وهذه فرصة لنوجه كلمة لأجهزة امن السلطة ولسلطة فتح في الضفة المحتلة ، بان محاولاتكم ستفشل بإذن الله ، ونحن هنا وفي كل مكان لا تزال أقلامنا حرة ، تفضح أعمالكم وجرائمكم وتغطيتكم الإعلامية الرخيصة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق