مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

السبت، 27 نوفمبر 2010

" تمام أبو السعود " رسول المحنة مِنْ حماس !

27-11-2010, 04:43

لا شك أن لكل مرحلة محن عديدة تبرز منها رموزاً قد ضربت أروع الأمثلة في الصبر والتضحية والتحمل، نماذج ظهرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زالت ماثلة في سلوكها حتى حاضرنا، منها الصحابية الجليلة "أم عامر" أسماء بنت زيد الأنصارية التي وصفت بأنها رسول النساء إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام في أوج الإبتلاء والشدائد التي عصفت بمسيرة الدعوة الإسلامية في ميلادها، وقد قيل أنها من المبايعات التي تميزت بالعقل الراجح والشجاعة والإقدام، الصبر والإيمان، ناهيك عن أنها إحدى راويات الحديث النبوي الشريف، تخلّت عن الدنيا حين تركت الذهب من أجل البيعة للفوز برضى الخالق .

قَلْبُ أسماء المملوء بمحبة الله ورسوله والدعوة المباركة، قد بلغ مبلغاً سطّرت فيه أروع ملاحم التضحية والفداء، حين جاءها خبر استشهاد أبيها وأخيها وابن عمها جملة واحدة، لم تجزع أو تُصعق، إنما خرجت بلهف ترقُبُ سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قادم من غزوة أحُد، إلى أن رأته سالماً؛ فقالت بلسانٍ مُحتسب : كُل مصيبة بعدك جلل !

على مدار قرون لم تخلو مسيرة الدعوة من المحن الجسام، العواصف القواسم التي تعرضت لها منذ نزول الوحي حتى يومنا هذا، الظروف المختلفة انتجت لنا شموعاً نهتدي بها في الظلمة الحالكة، نتمايل مع الرياح الهوجاء العابثة بنورها، ننحني لتضحيتها التي تنير دروبنا، نعتصر ألماً لسجنها في خلوتها، نذرف دموعاً لحرمانها من أبسط حقوقها، نتكبد العناء في التقصي عن أحوالها وأوضاعها، لكي نطمئن على وقود الثبات والتمكين.

أُمْ كل شريف حر لا يقبل الضيم عزيزة على قلوبنا أجمعين، أبيّة في وجه المتساقطين على أعتاب الخيانة، المتخاذلين عن نصرة المؤمنين، والأخذ بالثأر لمن باع الحقوق بثمن بخس في أروقة البيت الأسود و الإتفاقيات المهينة التي أركست القضية في لُجَة الضياع، لولا عقبة قد تحشرجت في صوت هذا الفريق لاندثرت منذ أمدٍ بعيد.

هذه العقبة التي صعدت في سماء فلسطين، أركانها الرنتيسي والياسين، حزامها فاطمة النجار، وريم الرياشي، مجاهدات عبقهن المسك والياسمين، قناديل أضاءت تبشّر بصواب المنهج وطهر المنبت، خاضت الصعاب في محافل الأسر، حطمت القيد وخرجت بكل شموخ وفخر لم تتنازل رافعة هامتها بكل فخر، لم تنهزم لعدو لدود لا يعرف الرحمة، يشق طريقه بالمدرعات فوق جماجم الطاهرين، وطرد أبناء شعبنا اللاجئين، ومحاولة إبعاد الصامدين في خيمة الرفض لخيار التهويد ولا حتى التهجين، وإلا فخيار الرد ماثل في عزيمة الإستشهاديين !

لم تسلم من جميع المحاولات لطمس هويتها أو تغييب أهدافها، وقد استخدمت وسائل وسبل وما زلت لم تعدم الطرق في محاولاتها الدؤوبة لإسقاط حماس من الواجهة السياسية بكافة الخيارات المفتوحة، بما فيها الحرب التي فشلت، والحصار الذي ما زال مستمراً بالتزامن معه صمود غير منقطع ثابت وماضي في مشروعه حتى التحرير.




كل شئ مستباح في عُرفهم، وتنكرهم لوصايا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام " استوصوا بالنساء خيراً " أو " رفقاً بالقوارير " ولكن أنّى لمن لوى عنق الدين ليوافق هواه الغارق في الترف والملذات أن يتوقف عن ظلمه في هتك عرض حرائر الضفة، بوكالة صهيونية، وتوجيه أميركي !

لم يعد الفارق كبيراً بين التعدي السافر على النساء، وانتهاك حرماتهنّ، وما بين الإعتداء على رموز الشرعية الذين تم اختيارهم في صندوق الإقتراع، هكذا بكل وضوح يعلنها الفريق الفلسطيني بقيادة الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس، لا مجال للتراجع عن هذه المسلكيات الآثمة، وإلا فسيف الإحتلال المسُلط برضى الأجهزة الأمنية وتنسيقها معه، سيقطع كل محاولة من شأنها وقف الأجندة التوراتية في فلسطين.

الحلول معدومة في وجه حماس للتخفيف عن معاناة اختطاف الحرائر، أو الإفراج عن المختطفين، أو الحد من الإعتداء على النواب والقادة، ولا سبيل يحقق هذه الآمال بعيدة المنال سوى بالمضي قُدُماً في خيار المصالحة، هكذا ترى حماس، ولكن هل هذه الرؤية واضحة في ظل الضبابية التي تكتنف المشهد بكافة معطياته وعناصره في الضفة المحتلة ؟ هل ستنجع في التخفيف من وطأة الإعتقال والتنكيل ؟ هل ستوقف التنسيق الأمني وتطرد المنسقين ؟

فتح ترد بقناعة تامّة بممارسات عصاباتها الأمنيّة، وذئابها المتوحشة التي افترست كل معالم الوطنية والنضال الشريف، لن نوقف الإعتقالات، وسنمضي قدماً في إبتكار وسائل مستحدثة للنيل من عزيمتكي يا حماس حتى تخضعي لأجندتنا المشبوهة أو تتنازلي عن مطالبكي العادلة، وتعترفي بإسرائيل وتناقضي مبادئكِ، وحتى لو فعلتي فلن تسلمي من أبواق التجريح والنقد والتسفيه !

لسان حال سلطة أوسلو ينادي حماس بأن تنازلي عن الخيارات الصعبة، ولننهج الخيارات السهلة، ولنرمي أعباء القضية ومشقاتها عن كواهلنا حتى نتفرغ لما تبقى من حيواتنا الحيوانية في ممارسة السفور والفجور على النمط الغربي متأبطين زجاجات الخمر، في المحافل الدولية، مستمرين في نهج المفاوضات لأجل المفاوضات !

رُسُل حماس في الضفة ما زالت تكابد من أجل الحفاظ على عهدها وبيعتها مع الله، واثقة بنصره الذي وعد، مسترشدة بمن قضى نحبه من سلفنا الصالح.

" أم عامر " تمام أبو السعود رسول المحنة تؤكد أن ما تتعرض له مجرد منحة من الله عز وجل لإبتلاءها واختبار قدرتها على الصبر أسوة من رحل عن مرحلة عسيرة بمن مراحل الدعوة المباركة التي شاركت فيها " أم عامر" أسماء بنت زيد بكل أصالة وصبر وإيمان..


الخميس، 25 نوفمبر 2010


شجوني التي أدمعت عيوني !!





صهيب الحسن

25-11-2010, 04:26

أرعدت حكايتها في ثنايا الذاكرة، فتفجّرت ينابيع الثورة العاجزة، و من هوْل الفاجعة نزفت دموعاً قد انهمرت تروي مشاعر عطشى لتاريخ أمة ماجدة، سجلت أروع ملاحم الاستجابة الباسلة، لصرخة الحرائر السامقة، وقتها سطّر الخليفة أشجع قصة في انتصاره لُمسلمةٍ بين وحوش هائمة، قد ارتعبت فرائسهم مِن مَقدم أسطورة وامعتصماه الماثلة حتى حين. بدأ فيه عهد الرجال الصاغرة ، بتطوير تجربة الفُرس الفاشلة في اصطياد لبوة الأسد القاهرة!

هذه ليست رواية الليالي الملاح التي تسردها مزاعم الكفاح على آذان تطرب لترنيمة الإنبطاح، أو معزوفة الفرقة التي باعت الوشاح واستبدلته بالإنشكاح لنيل رضى سلطة الفجور والسفاح !

إنها صرخة محجوبة خلف ستار النباح الذي يحاول عرقلة مسير قوافل تستباح، بغطاء الناطق الردّاح، المفاوض الدحداح،
المسؤول عن منع مآذن حي على الفلاح !

في ضفة العياش تحوم غيوم سوداء تحجب نجوماً خلف غياهب جدران الشقاء،
لكنها لا تستطيع حجب وعد السماء، هي ثابتة في ثغرها تبذل الدماء،
تكافح المرض والإعياء بطهر النقاء،
وعزيمة البقاء !

دماءها تثأر بنفسها من الأعداء، حين صدح رشاش نشأت الكرمي برصاص الدعاء !

وها هي ملحمة الصمود والإباء، وثمرة العطاء، ما زالت تكافح الفناء،
تستدعي ليوث عياش وعقل لتلبية النداء، تلبس عباءة القسام من جديد لتحارب الوباء،
تسلخ من امتهن تعذيبهنّ إما إنتهاء أو ارتواء !

سحقاً لمن أتقن المخاتلة، ومارس فنّ المرواغة، في أروقة المصالحة!

بُعداً لمن يمضي في مسيرة المداهنة معتقداً أنه سيقلب المعادلة،
كلا وربي لن تنجح المجادلة في تحقيق حرية الأسيرة المجاهدة !

إمرأة تستصرخ وامشعلاه!، واقساماه!

واخجلاه من نفسي،

سأظل أهذي بها في صباحي وأمسي،
حتى يفرج عنكي، أو يضعوني في نعشي !

هل من مبلغٍ نفسي مدى أسفي على كسلي ، أمام صرخات تذوي منها أوعية قلبي المثقوب بخجلي!
أليس فيكم رشيد ينتصر لحرائر شعبي اللاتي يقبعن خلف أسوار الضيم يندبن ضياع أمتي !

أما يكفيكم نهمي في نصرة بقعة من دمي، على أعتاب محاولة تخفيف وطأة عذابها، تسيل من فمي،
ليت شعري ينهي ألم نزفي !