مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الخميس، 25 نوفمبر 2010


شجوني التي أدمعت عيوني !!





صهيب الحسن

25-11-2010, 04:26

أرعدت حكايتها في ثنايا الذاكرة، فتفجّرت ينابيع الثورة العاجزة، و من هوْل الفاجعة نزفت دموعاً قد انهمرت تروي مشاعر عطشى لتاريخ أمة ماجدة، سجلت أروع ملاحم الاستجابة الباسلة، لصرخة الحرائر السامقة، وقتها سطّر الخليفة أشجع قصة في انتصاره لُمسلمةٍ بين وحوش هائمة، قد ارتعبت فرائسهم مِن مَقدم أسطورة وامعتصماه الماثلة حتى حين. بدأ فيه عهد الرجال الصاغرة ، بتطوير تجربة الفُرس الفاشلة في اصطياد لبوة الأسد القاهرة!

هذه ليست رواية الليالي الملاح التي تسردها مزاعم الكفاح على آذان تطرب لترنيمة الإنبطاح، أو معزوفة الفرقة التي باعت الوشاح واستبدلته بالإنشكاح لنيل رضى سلطة الفجور والسفاح !

إنها صرخة محجوبة خلف ستار النباح الذي يحاول عرقلة مسير قوافل تستباح، بغطاء الناطق الردّاح، المفاوض الدحداح،
المسؤول عن منع مآذن حي على الفلاح !

في ضفة العياش تحوم غيوم سوداء تحجب نجوماً خلف غياهب جدران الشقاء،
لكنها لا تستطيع حجب وعد السماء، هي ثابتة في ثغرها تبذل الدماء،
تكافح المرض والإعياء بطهر النقاء،
وعزيمة البقاء !

دماءها تثأر بنفسها من الأعداء، حين صدح رشاش نشأت الكرمي برصاص الدعاء !

وها هي ملحمة الصمود والإباء، وثمرة العطاء، ما زالت تكافح الفناء،
تستدعي ليوث عياش وعقل لتلبية النداء، تلبس عباءة القسام من جديد لتحارب الوباء،
تسلخ من امتهن تعذيبهنّ إما إنتهاء أو ارتواء !

سحقاً لمن أتقن المخاتلة، ومارس فنّ المرواغة، في أروقة المصالحة!

بُعداً لمن يمضي في مسيرة المداهنة معتقداً أنه سيقلب المعادلة،
كلا وربي لن تنجح المجادلة في تحقيق حرية الأسيرة المجاهدة !

إمرأة تستصرخ وامشعلاه!، واقساماه!

واخجلاه من نفسي،

سأظل أهذي بها في صباحي وأمسي،
حتى يفرج عنكي، أو يضعوني في نعشي !

هل من مبلغٍ نفسي مدى أسفي على كسلي ، أمام صرخات تذوي منها أوعية قلبي المثقوب بخجلي!
أليس فيكم رشيد ينتصر لحرائر شعبي اللاتي يقبعن خلف أسوار الضيم يندبن ضياع أمتي !

أما يكفيكم نهمي في نصرة بقعة من دمي، على أعتاب محاولة تخفيف وطأة عذابها، تسيل من فمي،
ليت شعري ينهي ألم نزفي !


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق