مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009


هذه حماسنا فأرونا ما هو حماسكم ..!!


صهيب الحسن - غزة
1-12-2009

مشاركة الإخوان المسلمين في الانتفاضة الأولى عام 1987 كانت بمثابة الوقود الدافع لإطلاق قوة جديدة ترسخت في الساحة الفلسطينية، وحركة إسلامية أصبحت طرفا فاعلا في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وانتقال إلى مرحلة جديدة في إستراتيجية الإخوان تجاه فلسطين، وهي مرحلة العمل والجهاد الفعلي، وهذا ما عبر عنه في احد النداءات الأولى لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " عبرت فيها عن هذا التوجه الجديد لدى الحركة الإسلامية بقولها : " إن ما يحدث اليوم على هذه الأرض المباركة؛ إنما هو صياغة جديدة للأمة الإسلامية، وللجيل المسلم الذي يحمل راية الإسلام " .

الناظر إلى طبيعة نشأة الحركة في مراحلها الأولى يجد أنها تعرضت للعديد من الصعوبات من جميع الأطراف؛ فكانت الأنظار تتجه إلى هذا العمل الإسلامي، بأيدلوجية متميزة ومختلفة عن سابقاتها تخالف فتح ومنظمة التحرير؛ فهي تتحرك من قاعدة إسلامية باتجاه التحرير الكامل لفلسطين من وجهة نظر إسلامية والعكس بالنسبة لمنظمة التحرير التي أدارت ظهرها للنظام الإسلامي، وسارت على هواها فجلبت الكوارث للشعب الفلسطيني .

ولا يختلف اثنان في أن حماس كان لها دور بارز في العديد من الأحداث التي حصلت على مختلف الجوانب والنواحي، إن كانت سياسية أو اجتماعية أو دينية؛ فكانت انطلاقة حماس جهادية بلورت مواقفها بعد ذلك والقاعدة الاجتماعية موجودة كانت متمثلة في المجمع الإسلامي وتوسعت أنشطته لتشمل جميع مناحي قطاع غزة والعقول السياسية التي كانت تقود الحركة، وقد علمت إسرائيل أنها لن تستطيع أن تحاصر أفكارها من خلال زجهم بالسجون مخافة أن تؤثر وتجيش عقولا أخرى تسير على نفس النهج؛ فكان لا بد أن يتم أبعادها خارج فلسطين حيث مرج الزهور والذي اغرق الاحتلال في الحضيض، وعادت القيادة مرفوعة الرأس تبني جيل بعد جيل .

اليوم يكثر الحديث عن حماس خصوصا بعد استلامها زمام الحكم في قطاع غزة، وهناك العديد من الأقاويل والشبهات التي تدور رحاها بين أوساط البعض، ولكن العجيب أن البعض يعتقد أن حماس تسير نحو الخلف وأنها تراجعت عن ثوابتها ومبادئها، ولكن ما لا يعلمه هؤلاء أن الأساس الذي تسير عليه الحركة هو أن كل حركة تمر بمراحل كما قال مؤسسها الشيخ الشهيد احمد ياسين حين قال " الانتقال من مرحلة لمرحلة في الحركة الإسلامية يتم بناء على القائمين عليها والواقع العملي يدل على أن الحركة الإسلامية انتقلت إلى مرحلة عملية في مواجهة الاحتلال .."

فإذا كانت حماس تسير على هذا النهج، مع أنها ومنذ نشأتها لم تتنازل عن ثابت من الثوابت أو تتخلى عنه وإنما كانت تمارس مرونة عالية كانت كفيلة بتجذرها في القضية الفلسطينية، وفي الشعب الفلسطيني، وحازت على شعبية كبيرة ما زالت في ازدياد .

ولذلك حماس بنيان وصرح شامخ يقوم على الالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية تسعى إلى دولة نظامها قائم على الإسلام، وهي تعارض منذ الأساس الميثاق الوطني الفلسطيني، مع العلم بان الميثاق يدعو إلى تدمير الكيان الصهيوني في فلسطين، ولكنه لا يدعو لإقامة دولة إسلامية فيها .!!


وها هي تسير في تحقيق ذلك؛ فمنذ سيطرتها على قطاع غزة والقطاع ينعم بالأمن والأمان تم القضاء فيه على الفلتان الأمني والنفوذ العائلي والمشاكل بينها والمربعات الامنية لم يعد لها وجود، والامور تسير في الاتجاه السليم رغم ما تتعرض له الحركة من حملة شرسة تهدف لاسقاطها في الهاوية، لكنها ما زالت ثابتة وستبقى بإذن الله على ذلك .

ففي السابق لم يكن يتوقع ان ينسحب الاحتلال من قطاع غزة بفعل ضربات المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام الذراع العسكري لحماس، ولم يكن احد يتوقع ان تجتاح حماس المجالس النيابية في المجلس التشريعي باغلبية ساحقة، ولم يكن احد يتوقع انها ستسيطر على قطاع غزة، وقد جاء الخبر كالصاعقة على العقول المتآمرة عليها ،ولذلك اطمئنكم بأن من لا يتوقع فليهئ نفسه للتوقع بأن حماس ستنتصر بإذن الله تعالى .

ونحن نقترب من انطلاقة حماس ال 22 نقول أن حماس ما زالت باقية على ثوابتها ومبادئها، لم ولن تتزحزح عنها قيد أنملة وإذا كانت منظمة التحرير والحركات الأخرى منذ نشوءها حتى هذه اللحظة عندها أدنى اعتراض فلتسجل لنا ما هي الانجازات التي قامت بتحقيقها على ارض الواقع في مصلحة القضية الفلسطينية ..!!!