مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

يا أبناء حماس ويوم حنين إذ أعجبتهم كثرتهم !!

يا أبناء حماس .. ويوم حنين إذ أعجبتهم كثرتهم



8/12/2009



حقّ لنا أن نفرح بانطلاق حركتنا المجاهدة، ونفخر بإنتماءنا إليها، ولكن هذا لا يعني الغلوّ في محبتنا لدرجة تجعلنا ننزع رداء الإخلاص من أنفسنا؛ فيختلط الرياء في أعمالنا، ويتهاوى الانتماء في حفرة الشدائد والصعاب، وتسقط النفس عند أول مصيبة تصيبها؛ فتصبح غير قادرة على الثبات على نهجها القويم. 

لقد جيّش النبي صلى الله عليه وسلم اثنا عشر ألفا من جنود المسلمين، وخرج في غزوة حنين حتى أعتقد المسلمون أنهم لن يغلبوا بعدها؛ فتهاوت عليهم الرماح والنبال من كل حدب وصوب، وكاد المسلمون أن يخسروا لولا صراخ النبي صلى الله عليه وسلم؛ بأنه النبي لا كذب محمد ابن عبد المطلب؛ فقد أصاب الغرور والكبرياء أنفس المسلمين، واختلط الرياء فلم يثبتوا في المعركة، وهربوا، ولولا الله لحدثت المجازر، ولكن قدر الله بان يثبتوا انتصارا لدعوته المباركة وتثبيتا لها .

وفي هذه الأيام العصيبة والتي طغت الدنيا على نفوسنا، وأخذت حظها منّا، كان لزاما علينا أن نوجه النصيحة لأبناء حركتنا المقاومة حماس في ذكرى انطلاقتها أل 22 ، حتى نضمن الثبات على هذا النهج القويم في ظل تكالب الأمم علينا من جميع الاتجاهات وتعاظم المؤامرة وازديادها يوما بعد يوم .

لقد حاول الكثيرون إقصاء القضية الفلسطينية عن الوعي والذاكرة، من خلال قرارات الأمم المتحدة؛ أو القمم العربية، والوعود الكاذبة . حتى وصلنا إلى درجة ابتلع فيها الصهاينة قدر كبير من فلسطين، بالإضافة إلى مواصلة الممارسات القمعية والتي تحمل حقد التاريخ، وعقدة نازية، وتعطشا للدماء وانتقاما لخيبر قينقاع وبني النضير وبني قريظة؛ فكل هذه الأمور لها حسابها في نفوسهم وعقولهم وقلوبهم، تظهر جليا في الممارسة العدوانية التي يمارسها الكيان بدعم أوروبي وأمريكي، وبعض الأطراف العربية والفلسطينية حتى ..!!

يجب علينا أن نأخذ في عين الاعتبار أن المنظمات السابقة أصبحت مفلسة وسلبية وعالة على القضية، وهذا هو الحال الذي انتهى إليها حيث كانت ترفع شعارات غير إسلامية؛ وبالتالي انصرفت عن الجهاد ونكصت عنه وعن عزمها عن تحرير فلسطين بالكامل ؛ لذلك خرجت حماس لتحافظ على الهوية الحقيقية، والتي اتخذت طابعا ربانيا ابتدأت بحجر هز معادلة السلام الدولية وفق ترتيب رباني دقيق، واستمرت حماس على هذا النهج والذي عكسه إرادة الشعب الفلسطيني والذي صمد والتف حول المقاومة وكان آخر المواقف المشهودة في حرب غزة الأخيرة وما زال على ذلك في ظل الحصار الخانق المفروض على القطاع .

يجب على أبناء حماس أن يفهموا أن وجود حركة المقاومة الإسلامية حماس هو اخطر وجود في هذا القرن؛ بل هو اخطر حدث أن تظهر حركة في هذا الزمان والمكان، وفي قلب فلسطين؛ بل تمتد شعبيتها لتصل جميع أرجائها في القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين. تتخذ من ذلك قبلة جهادية أيضا في هذا العصر؛ فتكون بذلك رأس الحربة الأولى لإقامة الدولة الإسلامية. ولذلك يجب أن يفهم الجميع هذا المنطلق والأساس، والذي ستسير عليه الحركة حتى تحقيق النصر والتمكين وهذا الأمر يتطلب رجالا على قدر المسؤولية قد اخلصوا العمل لله وباعوا أنفسهم واقتدوا بنهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلفه الصالح وقادتنا الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله ثم القضية .

ونحن الآن وفي خضم الأحداث الجارية، نلحظ أن إنتصارات قد تحققت فالقضية قد عادت إلى الأذهان وبقوة بفضل الله ثم بفضل الوقفة الثابتة لمنهجية المقاومة، والتي رسخت مبادئ وثوابت القضية الفلسطينية فلا ؛استطاعوا ان يطمسوا هوية القضية، ولا استطاعوا ان يوطنّوا اللاجئين، ولا استطاعوا النيل من عزيمة حركتنا الأبيّة وعزيمة قادتها وأبناءها. برغم الهجمة الشرسة التي تشن على أبناءها في الضفة المحتلة؛ إلا أنها ما زالت تمثل جزءا لا يستهان به في المعادلة، ولا يمكن حذفها او شطبها بل هي راسخة متجذرة، وكان لزاما علينا أن نقدر طبيعة المرحلة حتى نضمن الثبات والإستمرار فيها .