مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الأربعاء، 2 يونيو 2010

أتركوا تركيا في شأنها ودونكم أنفسكم !

صهيب الحسن/غزة
02-06-2010, 07:29

تعودنا دائما أن نكون جبناء و أن نداري جُبننا بالكثير من الأغلفة الجميلة , إيران وتركيا وسوريا وحزب الله وقريباً الكويت وقطر ليسوا هم القضية ولكن القضية هنا هي غباء البعض المتأصل فينا والذي لا ينفك يثرثر عن التعامل مع الأشياء من حولنا وهو لا ينظر الى الخشبة التي في عينه ، فتلك الدول على القول بانها شيعية او علمانية بعثية وهذا هو الظاهر عليها حتى الآن ، إلا أن ذلك ليس محلاً لانتقادها في اجراء لم تتخذه ، او حرب يفترض أن تشنها ، ومن ينتقدها على هذا الأساس فهو مهرطق ضاق به الكلام فوجد في ضجة المساعدات والدعم التي يقدمونها سعة لشئ من القول ، وكان الأجدر به أن يسكت لأن هذا هو النقد الأصدق في هذه الحالة ، ومن ينتقدها من منظور مصلحي توجهي مشترك وجديد ، منظور الرفض لتمرد اسرائيل وغطرسة امريكا فهذا المنظور الذي يستحق الطرح والتناول .

سأتحدث هنا عن التوجه التركي الجديد ، ولا اريد التحدث عن تلك الدولة التي حكمت العالم لاربعة قرون ، ولكنها بعد ان كانت مقيدة بالسلاسل والاغلال الامريكية والغربية ، عندما ارادت الانعتاق من تلك القيود ، أصبحت الآن متهمة باتهامات ما انزل الله بها من سلطان، وهي تعلم انها ستدفع ثمن هذا التغير في سياستها ، بينما لم يجرؤ أحد من زعمائنا العرب أمثال مبارك والملك عبد الله وباقي الزعماء الوصوليين ولا من هم أرْجَلَ منهم من المخمورين والسكرانين في قصورهم ، لم يجرؤ احد منهم ان يقف وقفة جادة حين كان الشعب الفلسطيني يذبح في حرب غزة الأخيرة ولا زال ، والآن مع صعود النجم التركي ، يخرج علينا البعض من القاعدين الثرثارين بأننا نحن الشرفاء بالطبع ذلك لأننا نجيد الكذب ، نحن فقط الأنقياء لأننا نجيد الخيانة ، نحن فقط المحترمون ، ونجلس نفرقع اصابعنا وننظر الى علمنة تركيا او خمينية ايران ، وننقف انوفنا ونكتب في المنتديات في هذا الوقت الحرج بالذات ، لنتكلم فيما بدى من مساوءهم وسوئاتهم .

تركيا التي ارتقى سنامها المجتمعات الدولية متحدية الجبروت الاسرائيلية ، رغماً عن أنف العرب بكل ما فيهم من تخاذل وتراجع وانبطاح ، وغطرسة امريكا ، حتى تختم تغيراتها بلطمة شديدة في وجه اسرائيل والغرب ، حين قال عمرو بن العاص للمستورد بن شداد : ( تقوم الساعة والروم أكثر الناس . فقال له عمرو : أبصر ما تقول . قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : لئن قلت ذلك ، إن فيهم لخصالا أربعا : إنهم لأحلم الناس عند فتنة . وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة . وأوشكهم كرة بعد فرة . وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف . وخامسة حسنة وجميلة : وأمنعهم من ظلم الملوك ) رواه مسلم .

ونحن اليوم نبحث عن من يقاتل عنا بالوكالة فنركض خلف القانون والمحافل الدولية ونبحث عمن يموت عنا بالوكالة ونقول " اقتلوا ايران واتركوا لنا الخليج " واقتلوا الفلسطينين اتركوا لنا مصر " ثم اذا اغتصب الاسرائيلي الفلسطيني ،طلبنا الاعلام الامريكي ليأتي ويصور الجريمة ، وطالبنا بعرض تلك الشناعة ونطلب ونستجدي من ابناء الشعب الامريكي أن يمشوا في الشوارع ويبكوا ويصرخوا عنا بالنيابة ، إذاً كم نحن مقززون الى حد بغيض يصعب تصوره !

أكثر ما يؤلم في الأوقات الحرجة خروج بعض المتفلسفين والمتشدقين، والذين هم أخبث من العلمانية ذاتها بتبنيهم على أن للكل الحق في إصدار القرارات ، وتنظير كل شئ بأي شئ لأي شئ ،مع أن المتحدث منهم لا يفهم من ما يقول شئ !، فهو يتمحك بالعلمانية ويدعي أنه ملحد ويحاول إظهار ذلك وهو مؤمن ويؤمن بالله وبأن الدين هو الحل لأنه هو الرأي الأعلى من صانع الكون وخبيره.. ولكنه مسلم غبي مسكين " فضاع بالطوشه " فصار حاله كما قال عليه الصلاة والسلام:
" يمسي كافرا ويصبح مؤمنا ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا " قاعدته الوحيدة في هذه الحياة ( طقها و إلحقها ) إستهتر بنفسه ومصيره وتقلص عقله فلم يعد يفكر بما وراء الموت.

دائمي اللهاث والهلع والحيرة والضياع، سيعيشون ويموتون اشقياء وأنظروا حولكم ستعرفون ، ستجدوا حزب قعود وتخاذل وخذلان !

أولى شئ بالنسبة للانسان هو أن يضمن أنه سينجوا بجلده ، وكل يأتي يوم القيامة فرادى ولا تزر وازرة وزر أخرى ،
قبل أن تنتقد الاسلام وتدعوا الى تصحيحه كما تزعم أيها المتفلسف الكريم يجب عليك أن تتعلم دينك وتقرأ كتابك المُنزل اليك من ربك و تضمن نجاتك الشخصيه وتفكر في مصيرك الشخصي أولا، دع عني الصياح والصراخ بأخطار تركيا والعلمانية وأنت تارك للصلاة معرض عن الدين مطبوع على قلبك لو مت وأنت على هذه الحال ما أفلحت ولا شممت ريح الجنة وكنت من الذين تلقتم ملائكة الموت يضربون وجوههم وأدبارهم ،أفق يا رجل !

أخي الكريم/أختي الكريمة أقم الاسلام في صدرك يقوم على الأرض أما العقل المجرد والمنطقيه فلا تحل لا لك ولا للكون مشكله ففكر البشر متوارث منذ آدم الى يومنا هذا ونحن نفكر ونستنتج ونجرب ونورث أبنائنا نتاج فكرنا التراكمي على مر مليارات السنين ومع هذا مازالت دول العقل والمنطق والفكر الحر تتكبد ويلات اجتماعيه و تكبد العالم الظلم والقهر والعهر والمصير الأسود فلو كان في العقل خير لكان حل مشكلة العالم والحروب والمجتع بشكل أخص ،لم يذق العالم العدل والأمان والسعادة الا على أيدي الرسل والأنبياء وهذا لا ينكره الا جاهل بتاريخ الانسانية .

عندما تركنا الوحي والقرآن الغيب بالوهم والجن والملائكة بالشحنات الكهربائية والموجات المغناطيسية ، و الايمان بالخنوع فإستعلينا على الله و نفخ فينا الشيطان كبره حتى عتونا عتوا كبيرا !

عندما عبدنا الكيبورد واطلقنا لألسنتنا العنان ،ولتي ما فتئت تتحدث عن مشاكل الأمة وهي لا تستطيع حل مشاكلها الذاتية ..

" نسوا الله فنسيهم "
" نسوا الله فأنساهم أنفسهم "

دعوكم من تركيا فهي قد أدت الذي عليها ،وبقي الذي عليكم ،فماذا فعلتم أنتم ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق