مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الخميس، 3 يونيو 2010

منارة الحرية !
Beacon özgürlük


نزف قلم : صهيب الحسن
03-06-2010, 04:29 

السلام على من أحبه،
و الدمع من عيني يفور!

هذا حديث النفس حين تشف عن *** بشريتي و تمور بعد ثوانِ
و تقول لي إن الشهادة لغايـــة *** أسمى من التصفيق للطغيان ِ
دمع السجين هناك في أغلاله *** و دم الشهيد هنا سيلتقيــان ِ
حتى إذا قد أفعمت بهم الربى *** لم يبق غير تمرد الطوفان

فؤادي مُتعبٌ، والليلُ طآل، فلا شمسٌ لتُشرقَ في روبآنا، ولا مطرٌ ليروي كُلَّ جَدْبٍ
ليُحي الأرض ،يمحو من آسانا ،
فؤادي مُنهكٌ لا ليلُ يُقضى ، فأين الصبحُ يُنْسي من لظآنا


صرخت،
أفِقْ يا زوجي الحبيب، نور المنارة لا زال يلوح في الأفق القريب،
لا ترحل ، و تتركني فريسة استصرخ واامعتصماه زماننا الغريق!
ألا تكفيك دموعي المنهمرة على جسدك الطاهر ، كي تفيق ؟
عساك تكون قد ارتحلت قبل أن تُكمِل الطريق !
هيا يا رفيق، قُم لنواصل المسير، ودع عنك الرحيل،

حسناً يا زوجي الحبيب، سأكمل المسير ولْتبقى مُستريح،
أدعو ربي أن يلقاك أهلُ الرحمة من عباده كما يلقون البشير في الدنيا،
عساهم يُقبِلونَ عليك يسألون بعضهم البعض :أنظروا أخاكم حتى يستريح ،فإنه كان في كرب ،
يا فُلان : ما فعل فلان ؟ وما فعلت فلانة ؟ وماذا تَبَقّى من الطريق ؟!
فيقول لهم: لقد قطعوا علينا الطريق، بالرصاص والحريق،
فيقولون :إنا لله وإنا إليه راجعون ، ذهب الجندي بنفسه إلى الهاوية ، فبئس الجُندُ وإلى النار الكاويه !

قال أبو العاليه : أمور يسأل الله عنها الأولون والآخرون،
" ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين " ،
ثم لا تزل قدماك حتى تجيب :
عن عمرك فيم أفنيته و علمك ماذا عملت به و مالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته و جسمك فيم ابليته؟

عساك أن تكون ممن أفنوا أعمارهم في سبيله ، وعملت بعلمك لإنقاذهم وفك حصارهم ،وأنفقت مالك الذي اكتسبته لشراء دواء لأجل أطفالهم ،يا زوجي الحبيب !

ثم إذا أدلى عليك رب العالمين كنفه و ليس بينك و بينه ترجمان سألك:
أتدري ماهو أول سؤال يسأله الله العبد يوم القيامة ؟
ألم نعافك في بدنك ونرويك من الماء البارد ؟
فيجيب ،بلى يا ربي ، سبحانك سريع الحساب !

يقول أنس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم:
فأين أطلبك ؟ قال: أول ما تطلبني على الصراط
قلت : فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال : فاطلبني عند الميزان
قلت : فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : فاطلبني عند الحوض
؛ فإني لا أخطي هذه الثلاث المواطن!

أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة ، وأسأله من فسيح المكان مع الشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقاً
زوجتي الحبيبة ، أكملي المسير نحو المنارة عسى بنورها تنقشع ظُلمات الحصار العسير !


زوجة أحد شُهداء معركة الحرية!
Kadın Türkiye'de

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق