مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

السبت، 5 يونيو 2010

طز أردوغان !!

05-06-2010, 01:51

في عهد الخلافة العثمانية وفي مراكز التفتيش، كان العرب يذهبون لمبادلة القمح بالملح، فعندما يمر العربي خلال بوابة العسكري العثماني، وهو يحمل أكياس الملح يشير إليه التركي بيده إيذاناً بالدخول، ودونما اكتراث يقول (طز) (طز) (طز)؛ فيجيب العربي (طز) بمعنى أنه فقط يحمل ملحاً أي لا شئ ممنوع أو ذا قيمة؛ فيدخل دون تفتيش ،ولذلك كلمة (طز) هي كلمة عثمانية تعني (الملح ).

وبصراحة مواقف أردوغان كلها (طز)، وهي تطز على المواقف العربية المتخاذلة، فالرجل يملك موهبة سياسية وذكاء فطري حاد، يجعله يتحدث بملء الفم ويعبر باستقلالية تامة عن موقف بلاده مما جرى، وبينما كان النائب حازم فاروق يسعف الجرحى وجيوبه مليئة بالضمادات، كان الرئيس حسني مبارك ينفس غضب الشارع المصري، ويخرج على وسائل الإعلام وجيوبه مليئة بالمحارم كي يمسح عرقه المتصبب وهو يقول مرتجفاً، وملتفتاً يميناً وشمالاً بالترقب الإسرائيلي والأمريكي، بـ (لن اسمح بتجويع غزة ) و(سأفتح معبر رفح بشكل دائم –للمساعدات الإنسانية -)!

وهل كان يجب أن تحدث مجزرة في عرض البحر والمياه الدولية لكي يتسنى لفخامة جنابك المباركة أن تعلن بأنك لن تسمح بحصار غزة، وتفتح المعبر بشكل دائم وأمام الحالات والمساعدات الإنسانية فقط ؟! بينما الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يعلن بأنه يجهز لأسطول حرية ثاني وهو البعيد آلاف الكيلومترات عن غزة المحاصرة، ويفصلنا عن تركيا حدود وسدود وموانع وبحار، وأنت يا مبارك الجار والشقيق الأكبر بل وأم الدنيا تحاصرنا بجدار فولاذي وتعتقل مخابراتك وأمن دولتك مجاهدينا وتعذبهم بالكهرباء، وتحاول انتزاع المعلومات منهم انتزاعا عن المجاهدين، ومعرفة مكان شاليط، ويقتل جنودك 11 فلسطينيا قبل يومين على الأقل من حدوث المجزرة بحق أسطول الحرية، في الأنفاق التي يتم فيها تهريب الحليب والدقيق لأهل غزة المحاصرة.

لا يا مبارك طز فيك، وطز هنا لا تعني الملح، بل تعني (اللامبالاة )، وطز في قرارك بفتح معبر رفح، أصلا كلمة فتح لا نقبلها وكان الأولى بك أن تقول
(حماس معبر رفح الدائم)، لان كلمة (فتح ) لم تعد مقبولة في قاموسنا النضالي، والتي تؤمن بعبثية أساطيل كسر الحصار، كما صرح السيد التعيس محمود عباس لجريدة الشرق الأوسط، والذي يظهر التباكي اليوم على شهداء الأسطول ، في منتدى الاستثمار الفلسطيني!

يجب على الحكومات العربية جمعاء أن تذهب إلى تركيا ، لمبادلة التخاذل والانبطاح( بالطز الاردوغاني) حتى تستطيع أن تعطي لطعم مواقفها من الجرائم الصهيونية والأمريكية في العالم ، مذاق مختلف ، مذاق الاستقلالية وعدم الارتهان للاشتراطات الأمريكية ، فضلا عن المشاركة والتورط فيها .

اليوم يقف اردوغان بكل شموخ وكبرياء يقول لإسرائيل ولأمريكا ، (طز فيكم ) وكأنه يضع هذا الطز على الجرح الأمريكي في العراق وأفغانستان، والجرح الإسرائيلي جراء فضيحة المجزرة السافرة التي ارتكبها في المياه الدولية ،ليعبر عن غضب شعبه واستنكاره مما يجري في قطاع غزة، وليرفض كل المزاعم حول إرهابية حماس ، ويقول للعالم أنها حركة تدافع عن أرضها وعرضها وشعبها ، وان إسرائيل هي التي تقتل الأطفال والأبرياء !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق