مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الثلاثاء، 20 يوليو 2010

ألم قلم : عن الياسين أتحدث !

 

20-07-2010, 13:53

مرّت الساعات تجر خلفها في تثاقل ،
ظلام ليل يأتي ويضيع،ويتلاشى قبل أن يصل،
يبحث عن بقايا من شروق،
حاول التشبث بثياب الفجر حتى لا يرحل ولكنه رحل ،
غادر كرسيّه المدولب حاملاً فوق كتفيه عباءة حزنه وارهاقه ،
وتعب الماضي، وألم القادم !
ثم استوطننا الحزن،
لدرجه أننا لا ندري لماذا !!!

يومها خرج من محرابه يتأمل الطرقات،
وجدها فارغة من كل شيء ، إلا زحمة الناس !
نظر لبعيد وهو يرقب عهداً مديد،
وعيناه تخرق حجاب الذاكرة،
حاول أن يتذكر ، غاص في تفاصيل ملامحها،وبكى !
هل سأعود ؟

لا أريد عودة تغتال إيماني وديني،
وتقدما ًيجتث يقيني من أعماق وجداني،
أنا لا اريد سوى الحياة كريمه في ظل ديني،

تذكّر نصائح أمنيّة، وان الطائرات قد تعجّل برحيله !
فكر في ان يسأل ،
ولكنه لم يمتلك قدرة كافيه لتنتزع السؤال،
فأزيز الطائرات تدوّي،
لتخرجه من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة!!
وذوى الجسد،وصعدت الروح.

تسمّرت أمام هذا المشهد ،
قررت ألا أرفع نظري عنه،
ولا زلت أتأمله من حين إلى آخر،
في صمت أزعج كل الذكريات !!

لماذا قتلوا شيخاً مُقعد؟
هذا ليس سؤالاً، بقدر ماهو زلزال يدمر سكون المكان،وجنون السائل ،ودهشة المتلقي !
ولكنه يظل سؤالاً، مشنوقاً، معلقاً في الفراغ، بلا إجابة !

يا قمراً وسط الظلمات،
قلبي منهك من العثرات،
علّني في عينيك أرى ظل ندم !
فأرى الصمت،كعصفور صغير ،
ينقر العينيين والقلب ، ويُغرّد
في ثنايا كل فم !!

لكم جاهدت نفسي كي أنساك،
ولكنّي لا املك منع القمر في الليل يضيء،
حملوك معه للسجن حتى تطفئه،
وإلي الآن..لا يزال مضيئاً،
تكفيني قطعة من حزنك،تُدميني كشوكة،

شعاع الشمس يهوي على صدري بالحرّ،
ورُعاع الأمس يهذي على عقلي بالشرّ،
أعطني القدرة حتى ارتاح،
فقدمي تتلمس السّلمة الأولى لكي أصعد ،
ويدي تتلمس الحاجز إذ أخشى السقوط ،
كيف أرحل إليك؟

أخشى من عفن الموت،وأطياب الحنوط،
زفرة تصعد في صدري،تخشى الهبوط،
نكهة تكسو فناء جسدي،تسري في دمي عِرقاً تنزف دمعاً،
منهك قلبي من الظلمة ،لا أرى سوى قمرٍ شاحب،
آآآه من حفنة نور في ظلمة شرور!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق