مدونة الكاتب : صهيب الحسن

كلما ظننت أنّي علمت جهلت أكثر

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

نيران الكرمل تمتد إلى فتح !!

06-12-2010, 22:12

مرتكب الإهمال والتسيّب لا يكترث لذاته ولا لغيره؛ فهو بطبيعة حالته ( اللاواعية ) يقتل جسده ويحدث الضرر الجسيم لمن حوله، بل يمكن أن يؤدي إلى كوارث لا يُحمد عقباها، تجعل العالم يقف على قدم وساق ذهولاً من هذا الضرر، يتجلى ذلك في العمل غير المسؤول الذي قام به بعض مدخني ( النرجيلة ) في أحراش الكرمل شمال فلسطين المحتلة، مما أدى لإشعال حرائق على نطاق واسع أدى إلى مقتل عدد كبير من 40 سجّاناً، بالإضافة إلى 3 من الشرطة، بما فيهم قائد شرطة حيفا !

برغم الصلف الذي يعتري سلوك الكيان الصهيوني إزاء ممارساته الهمجية على مدار أكثر من 60 عاماً بحقّ الشعب الفلسطيني، سيّما المجازر الدموية التي قام بارتكابها، والحروب التي شنّها، مما أسفرت عن عشرات آلاف الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ، وما زال حتى اللحظة بكل عنجهية يستمر في سياسة القمع الدموي والسحق العسكري، وتدمير البنية التحتية، والمنشآت المدنية، ناهيك عن استمرار رزوح الملايين في الشتات يعانون صلف العيش في مخيمات اللجوء!

لم يستثني هذا الذبح الهادر للدماء الطاهرة الفلسطينية، بل تجاوزه إلى الشعوب العالمية قاطبة، والتي كان آخرها الدماء التركية التي زهقت في المياه الدولية أمام سواحل سجن قطاع غزة الكبير، المحاصر منذ سنوات بسبب اختياره الديموقراطية التي يتشدق بها من يدعم هذا الكيان المتغطرس !

إحدى نتائج هذا السفك الدموي لتحقيق مآرب الصهيونية الدنيئة، حجب شمس الحرية عن أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني، يعانون من الحرمان من أبسط الحقوق التي كفلتها كافة الأعراف والمواثيق السماوية والدولية أيضاً، إلا أنها لم تستطع كبح جماح هذا الذئب الصهيوني المتوحش من امتصاص أعمار الأطفال والنساء، وفي مقدمة هذا الجيش المتوحش يد الإحتكاك المباشر لقمع الأسير" السجّان "!

العقاب السماوي الذي وقع كالصاعقة ليس على قادة الكيان فحسب، بل كل الداعمين والعملاء الوكلاء، فأثار الجنون والتخبط والحيرة من الذي جرى، ما حذى بهم لتأكيد فروض الولاء والطاعة لإسرائيل بدون أدنى تردد، وتقديم أبلغ عبارات الحزن والتعزية للأجساد التي تفحّمت بفعل لهيب النيران الحارقة !

لم يدر في خُلد الوكيل الفتحاوي أنه لربما يكون سبب هذا الحريق، دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، أطلقها صرخة أنين من بين ضلوع مهشمة ونفوس تتوق إلى الحرية، محرومة من رؤية ذويها وأهلها، محجوبة عن ممارسة أدنى حقوقها الإنسانية !

لا يعرف الوكيل الفتحاوي معنى الظلم لذلك تجده الأجرأ على إراقة الدماء، بحيث تفوّق على العدو، فبات يمارس ذات الجرائم بشكل أفدح من الكيان الصهيوني، لم نرى معالم الوفاء الذي قدمه الصديق الفتحاوي للإحتلال في محرقة غزة الأخيرة، أو في ضحايا الأسرى الذين سُفكت دماءهم بكل أريحية، ومركبات الدفاع المدني لم نشاهدها وهي تدلف إلى قطاع غزة المُحاصر، كما دلفت إلى أحراش الكرمل لإطفاء الحرائق التي اشتعلت بيد إسرائيلية، وأحرقت أجساد إسرائيلية، أجساد كانت تمارس القتل والتعذيب في أقبية التحقيق، والعزل الإنفرادي لأسرانا البواسل !

حين يصيب السوء القاتل والمجرم والسجّان نجد كل فروض الطاعة والولاء والمساعدة والعزاء والوفاء، لكن عندما يصيب المقتول فلا عزاء !

لا عزاء لآلاف الأسرى، والمختطفين المعذبين المضربين عن الطعام في سجن أريحا، ولا للنساء الحرائر فارسات العمل الدعوي ميسم سلاودة وتمام أبو السعود.

لم تتوقف نيران الكرمل، بل امتدت لتحرق الأيادي التي أرست معالم الثأر من حماس في الضفة المحتلة، وأشعل ناراً جديدة لم ولن يتعظ المكتويين منها، نار الفتنة بين عباس و دحلان، ناهيك عن الإختلافات بين فياض وعباس، والاختلافات بين فياض وحركة فتح !

كل فريق يبحث عن مصلحته، ففياض يتمسك بالمالية، ودحلان متعطش إلى السيطرة كما أسلف مع ياسر عرفات الذي اشتم رائحة هذا الإبن حين قال له " يا دحلان قاتل أبيه لا يرث !! "، وأخيراً إلى السيد التعيس محمود عباس الذي لم تأتي تصريحاته حول حل السلطة الفلسطينية إعتباطاً، بل تعكس مدى التخبط والترهل الذي يعتري كيان حركة فتح .

في وسط هذه المعمعة من التخبط في الممارسة تغيب الأهداف الحقيقية لنيل حقوق الشعب الفلسطيني، أمام هذا الفريق الذي انسلخ من كافة المعايير التي تؤهله لقيادة سفينة القضية الفلسطينية !

ربما ستكشف لنا الأيام القادمة مزيداً من الإنشقاق الفتحاوي، الذي تغيب رؤيته وتنعدم مصداقية روايته، طالما استمرت حملة الاستئصال تحت إشراف المنسق الأميركي ، ودعم الربيب الصهيوني .

دعاء المؤمن الطاهر أقوى مئة ألف مرة من جيوش الأرض قاطبة، وهي الأقدر على الثأر للمظالم، هذه حقيقة الوعد السماوي ( ادعوني استجب لكم ) ، وهؤلاء الذين يعانون القمع والقهر الفكري والجسدي أصلح من غير المدرك لذاته وممارساته التي أشعلت ثقابه النيران في أحراش الكرمل، أو من الذي يقتل ويعتقل باسم القانون، أو من الذي يفاوض ويتنازل باسم الشرعية؛ فليفرج إذاً عن هؤلاء من غياهب السجون، حينها سنرى كيف سيلتئم الجرح الفلسطيني ليقف مرة أخرى بكل قوة يدفع الظلم والضيم عن شعبه بكل شجاعة وإقدام .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق